من نقض بيعته»، فأنكر المنصور ذلك وأكبره واستبدّ به غيظه على ابن المقفع، وكتب إلى سفيان أن اكفني ابن المقفع، ويقال إنه شافهه بذلك عند توديعه إياه. وكان ابن المقفع يهزأ بسفيان ويستجهله ويقول له: ما تقول في زوج وامرأة، كم لكل واحد منهما من الميراث؟ وأنشد يوما:
له إطلا (١) … ظبي وساقا نعامة
فقال ابن المقفع: ما هذا الطائر الذي تصفه؟ وسمع سفيان يقول يوما:
ما ندمت على سكوت قط، فقال له: والله ما تؤجر على الخرس لأنه زين لك، فكيف تندم على سكوتك، وكان يلقي عليه مسائل من النحو ثم يقول له: أخطأت ويتضاحك به، وكان أنف سفيان عظيما فكان يقول له:
السلام عليكما، كيف أنتما، يعنيه وانفه. وجرى بينهما كلام فقال له ابن المقفع: يا بن المغتلمة، والله ما رضيت أمّك برجال العراق ولا اكتفت بهم حتى نكحها رجال الشام، وكانت أم سفيان، ميسون بنت المغيرة بن المهلب، تزوجها القاسم بن عبد الرحمن بن عضاه الأشعري، وعيره بهربه من سلم بن قتيبة بالبصرة، فكان سفيان أشد الناس بغضا لابن المقفع، فلما أمره المنصور بما أمره رأى أن الفرصة قد امكنته، فجاءه ذات يوم في حاجة لعيسى بن علي، وعيسى بالبصرة وكان قدمها مع سليمان في أمر عبد الله بن علي، فقتله أشرّ قتلة.
عبد الله بن مالك الكاتب، والمدائني، قالا: وجه عيسى بن علي ابن المقفع إلى سفيان في حاجة، فقال له: أرسل في حاجتك غيري، فأبى