للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمرا عجيبا، أغمي على رسول الله في مرضه فلددناه (١) ثم سرّي عنه فأفاق، فلما علم أنّه قد لدّ قال: والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلاّ لدّ سوى عمي العباس، فرأيتهم يلدّون رجلا رجلا وفي البيت رجال يذكر فضلهم حتى لقد لدّت امرأة صائمة».

حدثني رجل من أصحابنا عن زبير بن بكار عن إسماعيل بن عبد الله عن بكار بن محمد عن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت الخاصرة تأخذ رسول الله ولا نهتدي لاسم الخاصرة ونقول عرق النّسا، فأخذته يوما فلددناه، فلما أفاق قال: «والذي نفسي بيده لا يبقى أحد في البيت إلاّ لدّ غير عمي العباس»، قالت: وفي البيت رجال يذكر فضلهم فلدّوا رجلا رجلا.

وحدثني الزبير بن بكار عن إبراهيم بن حمزة عن محمد بن طلحة عن نافع أبي سهل عن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص قال:

خرج رسول الله إلى نقيع الخيل (٢)، وهو موضع سوق النخاسين اليوم، فطلع العباس، فقال النبي : «هذا العباس أجود قريش كفّا وأوصلها».

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن النبي اشتكى الشكاة التي


(١) - اللدود: ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم. القاموس.
(٢) - أورد الفيروز أبادي عدة روايات حول مكان النقيع وأنه كان يبعد عن المدينة المنورة ما لا يقل عن عشرين فرسخا.