قولُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن كذب عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبَوَّأْ مَقعده من النَّار".
قال ابنُ عَديٍّ:"وهذه القِصَّة لا أعرِفُها إلَّا من هذا الوجه، ومن رواية زكريَّا بن عَديٍّ، عن عليّ بن مُسْهرٍ. وعن زكريا: حجَّاجٌ الشَّاعر".
كذا قال ابن عَديٍّ رحمه الله! أن حجاج بن يُوسُف الشَّاعرَ، وزكريَّا بنَ عَديٍّ، تفرَّدا بالحديث، وليس كما قال ..
فأمَّا حجَّاجٌ الشَّاعرُ.
فتابَعَهُ مُحمَّدُ بنُ إسحاق الصَّغَّانِيُّ، قال: أنا زكريَّا بنُ عَديٍّ، نا عليُّ بنُ مُسهِرٍ، عن صالح بن حَيَّان، عن ابن بُريدة، عن أبيه، قال: كان حيٌّ من بني كِنانة من المدينة على مِيلَين، فأتاهم رَجُلٌ وعليه حُلَّةٌ، فقال:"إِنَّ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - كَسَانِي هذه الحُلَّةَ، وأَمَرَني أن أَحكُم في أموالكم ونسائكم بما أَرَى"، وكان قد خَطَب امرأةً منهم، فأبَوْا أن يُزَوِّجُوه، - قال: - ثُمَّ انطلق فَنَزَل على تلك المرأة، فأَرسَلَ القومُ إلى رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولًا، فأخبره، فقال:"كَذَبَ عدوُّ الله! "، وأرسل رجُلًا، وقال:"إن وجدته حيًّا، فاضْرِب عُنُقَه، ولا أُرَاكَ تجدُهُ حيًّا، وإن وجدته ميِّتًا، فأحرِقهُ بالنَّار"، - قال: - فجاء، فوَجَدَهُ قد لدَغَتهُ أفعى، فمات، فذلك قولُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا، فليتبوَّأ مَقعَده من النَّار".
أخرَجَهُ الرُّويَانِيُّ في "مُسنَده"(٣٤) قال: أخبرَنَا مُحمَّدُ بنُ إسحاق به.
وكذلك تابَعَهُ إسماعيلُ بنُ حيَّانَ الواسِطِيُّ، قال: ثنا زكريَّا بنُ عديٍّ بهذا.
أخرَجَهُ النَّهرَوَانِيُّ في "الجليس الصَّالح"(١/ ١٨٢) قال: حدَّثَنا الحسنُ بنُ مُحمَّد بن شُعيبٍ الأنصاريُّ، ثنا إسماعيلُ بهذا.