بلفظ:"من قاد مَكفُوفًا أربعين خُطوَةً فصاعدًا غَفَر اللهُ له ما تَقدَّم من ذَنبِه".
أخرَجَهُ البَيهَقِيُّ في "الشُّعَب"(٧٦٢٧) من طريق عبد الوَهَّاب بن الضَّحَّاك - أحد الهَلكَى -، قال: نا إسماعيلُ بنُ عَيَّاشٍ، نا مُحمَّدُ بنُ عبد المَلِك بهذا الإسناد.
وأخرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في "الكامل"(٦/ ٢١٦٧)، ومن طريقه ابنُ الجَوزِيِّ (١٠٨٩) من طريق عامر بن سَيَّارٍ، ثنا مُحمَّدُ بنُ عبد المَلِك بهذا الإسناد، دون قوله:"فصاعدًا".
وهذا حديثٌ مُنكَرٌ جدَّا؛ ومُحمَّدُ بنُ عبد المَلِك تالفٌ البتَّةَ، رماهُ أحمدُ بوضع الحديثِ، وقال البُخاريُّ ومُسلِم:"مُنكَر الحديث"، وترَكَه النَّسَائِيُّ والدَّارَقُطنِيُّ وغيرُهما.
وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في "المطالب العالية"(٧/ ١٥٨): "ضعيفٌ جدًّا، ولا يَثبُت في هذا شيءٌ".
وقد رأيتُ ابنَ الجَوزِيِّ أَورَد هذا الحديثَ من طريق الخطيب في "تاريخه"(٥/ ١٠٥)، لكنَّه جَعَل صحابيَّ الحديث: عبدَ الله بنَ عَمْرو بن العَاصِ، والذي عِند الخطيب: عبدُ الله بنُ عُمَرَ بن الخَطَّاب، فاللهُ أَعلَمُ، أيَّ ذلك هُو الصَّوابَ. وكان ابنُ الجَوزِيِّ كَثيرَ الأوهام في نَقلِه مِن كُتب العُلماء.
وله طريقٌ آخَرُ يرويه عُبيدُ الله بنُ أبي حُميدٍ، عن نافعٍ، عن ابن عُمر مرفُوعًا:"من قاد أعمى أربَعِين خطوَةً غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".