للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذا إسنادٌ ما أجوَدَه، لولا يحيَى بن مُوسى؛ فإنَّ ابن عساكر ذَكَر الحديثَ في تَرجَمته ولم يَحكِ فيه شيئًا. واللّه أعلم.

• قلتُ: كلُّ هؤلاء الرُّواة عن الزُّهرِيِّ لم يَقُل واحدٌ منهم: "من أدرك من العَصر ركعتين … ".

فدلَّنا هذا البحثُ على نَكارَة هذا الحرف، وأنَّ اللفظ المَحفُوظ: "ركعةٌ".

وقد خالَف هذا الجمعَ رُواةٌ آخَرون عن الزُّهرِيِّ، فروَوهُ عنه، عن أبي سلَمَة، عن أبي هُريرَة، مرفُوعًا بلفظ: "من أدرَكَ من الجُمعة ركعةً … ".

ولفظَةُ "الجُمعة" شاذَّةٌ من هذا الوجه. كما تقدَّمَ. والحمدُ لله تعالَى.

وخُلاصَة الكلام عن حديث التَّرجَمة - وإن طال - ..

أنَّ لفظةَ: "ومَن أدرَكَ من العصر ركعتَين فقد أدرَكَ" لفظةٌ مُنكَرةٌ، وأنَّ الصَّواب أنَّ الصَّلاةَ تُدرَكُ بركعةٍ واحدةٍ.

وقد رواهُ جمعٌ عن أبي هُريرَة كذلك، منهم: عِرَاكُ بنُ مالكٍ، وعطاءٌ، وسعيدٌ المَقبُرِيُّ، وسعيدُ بنُ المُسيَّب، وبُسرُ بنُ سعيدٍ، في آخَرين.

وتأيَّد هذا بحديث عائشةَ - رضي الله عنها - مرفُوعًا: "من أدرَكَ من العَصر سجدةً قبل أن تَغرُب الشَّمسُ، أو من الصُّبح قبل أن تطلُعَ، فقد أدرَكَها"، والسَّجدةُ إنَّما هي الرَّكعةُ.

أخرَجَهُ مُسلمٌ (٦٠٩/ ١٦٤) واللَّفظُ له، والنَّسائِيُّ في "الكُبرَى" (١٥٣٣)، وفي "المُجتبَى" (١/ ٢٧٣)، وأحمدُ (٦/ ٧٨)، وابنُ الجارُود