قال العُقيليُّ:"رواهُ مَعمَرٌ، ومالكٌ، ويُونُسُ، وعُقيلٌ، وابنُ جريجٍ، وابنُ عُيينَةَ، والأوزاعِيُّ، وشُعَيبٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن أبي سَلَمَة ابن عبد الرَّحمن، عن أبي هُريرة، أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن أدرك ركعةً من الصَّلاة فقد أدرَكَ الصَّلاة". ولم يَذكُر أحدٌ منهم هذه اللَّفظة: "قبل أن يُقيم الإمامُ صُلبَه"، ولعلَّ هذا مِن كلام الزُّهرِيِّ، فأدخَلَه يحيى بن حُميدٍ في الحديث ولم يُبَيِّنه".
وقال ابنُ عَدِيٍّ:"وهذا - يعني: يحيى بنَ حميدٍ - زاد في متنه: "قبل أن يُقيم الإمامُ صُلبَه"، وهذه الزِّيادَةُ يقوُلهُا: يحيَى بنُ حُميدٍ، وهو مِصريٌّ، ولا أعرف له. ولا يَحضُرُنِي إلَّا هذا".
• قلتُ: ويَحيَى هذا ضعَّفَهُ أيضًا الدَّارَقُطنِيُّ.
وقال البُخارِيُّ في "جُزء القراءة"(ص ٧٦): "وزاد ابنُ وهبٍ، عن يحيَى بنِ حميدٍ، عن قُرَّة، عن ابنِ شِهابٍ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُريرَة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "فقد أدرَكهَا قبل أن يُقيم الإمامُ صُلبَه". وأمَّا يحيَى بنُ حُميدٍ فمجهُولٌ، لا يُعتَمَدُ على حديثِهِ، غيرُ معرُوفٍ بصِحَّة خَبَره المرفوع، وليس هذا ممَّا يَحتَجُّ به أهلُ العلم. وقد تابَعَ مالكًا في حديثِهِ: عُبيدُ الله ابنُ عُمر، ويحيَى بنُ سعيدٍ، وابنُ الهاد، ويُونُسُ، ومَعمَر، وابنُ عُيينَةَ، وشُعَيبٌ، وابنُ جُريجٍ، وكذلك قال عِراكُ بنُ مالكٍ، عن أبي هُريرَةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فلو كان مِن هؤلاء واحدٌ يُحكَم بخلاف يحيَى بنِ حُميدٍ، أُوثِرُ ثلاثةً عليه، فكيف باتِّفاق مَن ذَكَرنا عن أبي سَلَمَة وعراكٍ، عن أبي هُريرَة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وهو خَبرٌ مُستَفيضٌ عند أهل العِلم بالحِجاز