قال ابنُ حِبَّانَ في "رَوضةُ العُقلاء"(١٤٩): "قد مَكثتُ بُرهةً من الدَّهر، مُتوهِّمًا أن الأعمشَ سَمِعَ هذا الخبرَ مِن ليثِ بن أبي سُليمٍ، فدَلَّسَهُ، حتَّى رأيتُ عليَّ بنَ المَدينِيِّ، حدَّث بهذا الخبرِ، عن الطُّفَاوِيِّ، عن الأعمشِ، قال: حدَّثَنِي مجاهِدٌ، فعلِمتُ حِينئذٍ أن الخبرَ صحيحٌ، لا شكَّ فِيهِ، ولا امتِرَاء في صِحَّتِه" ا. هـ.
وهُو يُشيرُ إِلَى روايةِ البُخاريِّ.
وقال الحافظُ في "الفتح"(١١/ ٢٣٣ - ٢٣٤): "أَنكَرَ العُقيليُّ هذه اللَّفظة، وهي: "حدَّثَنِي مُجاهِدٌ"، وقالَ: إِنَّما رواه الأعمشُ بصيغةِ: "عن مُجاهد"، كذلكَ رواه أصحابُ الأعمش عَنهُ، وكذا أصحابُ الطُّفَاوِيِّ عنه، وتَفَرَّدَ ابنُ المَدينيِّ بالتَّصريحِ، قال: ولَم يَسمَعهُ الأعمشُ عن مُجاهِدٍ، وإنَّما سَمِعَهُ من ليثِ بن أبي سُليمٍ عنه، فدَلَّسَهُ" ا. هـ.
• قُلتُ: ليس في نُسخَتي مِن "الضُّعَفاء" كلامُ العُقيليِّ، ولا في المطبُوعَة منه، وإِنَّما فيها أنَّ العُقيليَّ رَوَى هذا الحديثَ:"عن مُحمَّد بن عبد الله الحضرَمِيِّ المَعرُوفِ بـ "مُطَيَّنٍ"، قال: حدَّثَنا عمرُو بنُ مُحمَّد بن بُكيرٍ النَّاقِدُ، حدَّثَنا مُحمَّدُ بنُ عبد الرَّحمن الطُّفَاوِيُّ به، بالعنعنة بين الأعمش ومُجاهدٍ. - ثُمَّ قال: - وقال الحضرَمِيُّ: قال لنا عمرُو بنُ مُحَمَّدٍ - وذَكَرَ عليَّ بن المَدِينِيِّ، فقال -: زَعَمَ المَخذُولُ [!!] في هذا الحديث أنَّهُ قال: حدَّثَنا مُجاهِدٌ. وإِنَّما أخذَهُ الأعمش من ليث بن أبي سُليمٍ" ا. هـ.
وسَوَاءٌ كان المُنكِرُ هو العُقيليَّ، أو عَمرًا النَّاقد، فإِنَّهُ تَعقُّبٌ فيه نَظَرٌ؛