ثلاثَتُهم عن أبي قَزَعَة، عن حكِيمِ بن مُعاوِية، عن أبيه مرفوعًا مُفَرَّقًا.
ومحلُّ الشَّاهد عند الطَّبَرانِيِّ (١٠٣٦).
وفي الباب عَن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ، قال: قَامَ فِينَا رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بعد العَصر، فصلَّى العَصرَ يومَئذٍ بنَهارٍ، فما ترَكَ شيئًا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ إِلَّا ذَكَرَه في مَقامه ذلك، حَفِظَ مَن حَفِظَ، ونسي مَن نَسِي، ثُمَّ قال:"أَلا إِنَّ هذه الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ، وإِنَّ الله مُستَخلِفُكُم فيها فنَاظِرٌ كيف تَعمَلُون. أَلا فاتَّقُوا الدُّنيا واتَّقُوا النِّساء"، وذَكَرَ أن لكُلِّ غادرٍ لواءً يوم القيامة بقَدرِ غَدرَتهِ في الدُّنيا، ولا غَدْرَ أكثرُ من غدرِ أمير العَامَّةِ، يُغرَزُ لِوَاؤُهُ عند إسْتِهِ، قال:"ولا يَمْنَعَنَّ أحدًا مِنكُم إن رأي مُنْكرًا أن يُغَيِّرَهُ هَيتةُ النَّاسِ"، فبَكى أبُو سعيدٍ الخُدرِيِّ، وقال:"قد رأينَاهُ فمَنَعَنَا هيبةُ النَّاس أَن نَتكَلَّم فِيهِ". ثُمَّ قال:"وإنَّ بني آدَمَ خُلِقُوا على طبقاتٍ شتَّى، فمِنهُم من يُولَد مؤمنًا، ويحيَى مؤمنًا، ويمُوتُ كافرًا. ومِنهُم من يُولَد كافرًا، ويحيَى كافرًا، ويمُوتُ مؤمنًا". قال: وذَكَر الغَضَب: "فمِنكُم من يكُونُ سريعَ الغَضَبِ، سَرِيعَ الفَيءِ، وإحداهُمَا بالأُخرى. ومنكُم من يكُونُ بطِيءَ الغَضَبِ، بَطِيءَ الفَيءِ، فإحداهما بالأُخرى. وخِيَارُكم من يكُونُ بطِيءَ الغَضَبِ، سَرِيعَ الفَيءِ. وشِرَارُكم من يكونُ سريعَ الغَضَب، بطيءَ الفَيءِ"، وقال:"اتَّقُوا الغَضَب فإنَّهُ جمرةٌ على قلب ابن آدَمَ، ألا ترَونَ إلى انتِفَاخِ أَودَاجِهِ وحُمرَةُ عَينَيهِ، فمَن أَحَسَّ ذلك فليَضطَحع، وليَتَلَبَّدْ بالأَرضِ"، قال: وذكر الدَّينَ، فقال: "مِنكُم مَن يَكُون حَسَنَ القَضاءِ، وإذا كان له، أَفحَشَ في الطَّلَب، فإِحداهُمَا