للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الصحيح: أنه لما تحاج آدم وموسى قال آدم: (يا موسى، اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده) وقد قال له موسى: (أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه) (١). وفي حديث آخر: أنه قال سبحانه: (وعزتي وجلالي، لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له: كن، فكان) (٢) وفي حديث آخر في السنن: (لما خلق الله آدم ومسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذريته، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره بيده الأخرى فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون) (٣).

فذكرت له هذه الأحاديث وغيرها، ثم قلت له: هل تقبل هذه الأحاديث تأويلاً، أم هي نصوص قاطعة؟ وهذه أحاديث تلقتها الأمة بالقبول والتصديق ونقلتها من بحر غزير. فأظهر الرجل التوبة وتبين له الحق.

فهذا الذي أشرت إليه أحسن الله إليك أن أكتبه.

وهذا باب واسع، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:٤٠] و {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف:١٧] والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى المحمدين، وأبي زكريا، وأبي البقاء عبد المجيد (٤)، وأهل البيت ومن تعرفونه من أهل المدينة وسائر أهل البلدة الطيبة».


(١) رواه البخاري في صحيحه كتاب القدر، باب تحاج آدم وموسى عند الله (٦٦١٤) ومسلم في صحيحه، باب حجاج آدم وموسى (١٩٣).
(٢) رواه الطبراني في الأوسط (٦/ ١٩٦) والبيهقي في الأسماء والصفات (٦٨٨) وفي الشعب (١٤٧) وضعفه الألباني في الضعيفة (٤٩٨٠).
(٣) رواه أبو داود في سننه (٤٧٠٣)، والترمذي (٣٠٧٥)، والنسائي في السنن الكبرى (١١٢) وغيرهم، وصححه الألباني في تعليقه على الطحاوية (ص:٤٧) (٤٢)، وذلك بعد تضعيفه له قبل ذلك. انظر: تراجعات الألباني (١٦٦، ١٧٠).
(٤) لم أقف على تراجمهم.

<<  <   >  >>