للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوما يطوفون على الجبل وهم يرتفعون عن الأرض، وأخذوا على هذه الحيلة أموالاً كثيرة (١).

ثالثًا: تلبيسهم فيما يدعونه من تكلم الموتى: ومن ذلك أنهم ذهبوا بنائب السلطنة قفجق إلى المقابر، وكانوا قد ادخلوا رجلا في القبر يتكلم، ليوهموا نائب السلطنة بقدرتهم على التحدث مع الموتى (٢).

رابعًا: تلبيسهم على الناس بقضية دخول النار دون تأثر بها: وهذه الحيلة تعد من أكبر حيلهم، وأكثرها رواجاً، ولبسوا بها على خلق كثير من الناس، حتى ظنها الكثير خارقة من خوارقهم وكرامة من كرامتهم، وقد رد شيخ الإسلام عليهم وكشف ما يصنعونه من حيلة بدخولهم للنار من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: بيان طريقتهم التي تمكنوا بها من دخول النار دون أذى: فبين رحمه الله أن عدم احتراقهم بالنار ليس لكرامة لهم أو ولاية؛ وإنما لأنهم يطلون أجسادهم بأنواع من النباتات والأدوية التي تمنع احتراق الأجساد، من دهن الضفادع وباطن قشر النارنج وحجر الطلق وغيرها من الأعشاب، وبهذا يخدعون الناس (٣).

الوجه الثاني: تحدي شيخ الإسلام لهم بدخول النار: فتحداهم رحمه الله أن يدخل هو وهم النار بعد أن يغتسلوا جميعاً بالخل والماء الحار؛ وذلك لأنهم إن اغتسلوا سيذهب مفعول الأدوية والاعشاب التي طلوا بها أجسادهم خديعة للناس، ولذلك لما رأوا أن شيخ الإسلام قد كشف أمرهم واكتشف حيلتهم وخافوا من عاقبة السوء، أظهروا للأمير طلب الصلح وإطفاء الأمر وإنهائه (٤)،


(١) انظر: المصدر السابق (١١/ ٤٥٨).
(٢) انظر: المصدر السابق (١١/ ٤٥٨).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (١١/ ٤٤٧، ٤٥٩، ٤٥٦، ٤٦٧) والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (ص:١٩٩) وجامع المسائل (٥/ ٢٢٤).
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (١١/ ٤٤٧، ٤٥٩، ٤٥٦، ٤٦٧).

<<  <   >  >>