للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ (١) بن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، أن يوسُفَ قال لهم حينَ قالا له ذلك: أَنْشُدُكما اللَّهَ أن لا تُحِبَّانى، فواللهِ ما أَحَبَّنى أحدٌ قطُّ، إلا دخل عليَّ مِن حبِّه بلاءٌ، لقد أحَبَّتْنى عمَّتى فدخَل عليَّ مِن حبَّها بلاءٌ، ثم لقد أحَبَّنى أبي، فدخَل عليَّ بحبِّه بلاءٌ، ثم لقد أحَبَّتْني زوجةُ صاحبي هذا، فدخَل عليَّ بحبِّها إياىَ بلاءٌ، فلا تُحِبَّانى بارَك اللهُ فيكما. قال: فأبَيا إلا حبَّه وإلْفَه حيثُ كان، وجعَلا يُعْجِبُهما ما يَرَيان مِن فهمِه وعقلِه، وقد كانا رأيا حينَ أُدْخِلا السجنَ رُؤْيَا، فرأَى مجلثُ: أنه يَحْمِلُ فوقَ رأسِه خبزًا تَأْكُلُ الطيرُ منه، ورأَى نبو (٢) أنه يَعْصِرُ خمرًا، فاسْتفْتَياه (٣) فيها، وقالا له: ﴿نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ إِن فَعَلْتَ (٤).

وعنَى بقولِه: ﴿أَعْصِرُ خَمْرًا﴾. أي: إنى أرَى في نومي أنى أَعْصِرُ عنبًا. وكذلك ذلك في قراءةِ ابن مسعودٍ، فيما ذُكِر عنه.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن أبي سلمةَ الصائغِ، عن إبراهيمَ بن بَشيرٍ الأنصاريِّ، عن محمدِ ابن الحَنَفيةِ، قال: في قراءةِ ابن مسعودٍ: (إني أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا) (٥).


(١) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٢) في ت ١، ت ٢، ف: "بنو".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فاستفتيا".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٤٢، ٢١٤٣ (١١٥٩٨، ١١٦٠١، ١١٦٠٤) من طريق سلمة به.
(٥) أخرجه البخاري في تاريخه ١/ ٢٧٤، ٢٧٥ تعليقا عن وكيع به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٤٢ (١١٥٩٩) من طريق آخر عن عبد الله به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩ إلى ابن المنذر وابن الأنبارى، وأبى الشيخ وابن مردويه.