للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعشى في ذلك (١):

وكلُّ زَوْجٍ مِن الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ … أبو قُدامةَ مَحْبُوًّا (٢) بِذاك مَعَا

وبقول لَبيدٍ (٣):

بذي (٤) بَهْجَةٍ كَنَّ المَقَانِبُ (٥) صَوْبهُ (٦) … وَزَيَّنَهُ أَزْوَاجُ نَوْرٍ مُشَرَّبِ

وذُكِر أن الحسنَ قال في قولِه: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات: ٤٩]: السماءُ زوجٌ والأرضُ زوجٌ، والشتاءُ زوجٌ والصيفُ زوجٌ، والليلُ زوجٌ، والنهارُ زوجٌ، حتى يصيرَ الأمرُ إلى اللَّهِ الفردِ، الذي لا يُشْبِهُه شيءٌ.

وقولُه: ﴿وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾. يقولُ: واحمِلْ أهلَك أيضًا في الفلكِ. يعني بالأهلِ: ولدَه ونساءَه وأزواجَه. ﴿إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾. يقولُ: إلا مَن قلتُ فيهم (٧): إني مُهْلِكُه مع مَن أُهْلِكُ مِن قومِك.

ثم اختَلفوا في الذي اسْتَثْناه اللَّهُ مِن أَهلِه؛ فقال بعضُهم: هو بعضُ نساءِ نوحٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: قال ابنُ جريجٍ:


(١) ديوانه ص ١٠٧.
(٢) الاحتباء بالثوب: الاشتمال. ينظر اللسان (ح ب و).
(٣) شرح ديوان لبيد ص ١١.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "وذي".
(٥) المقنب من الخيل: جماعة منه، ومن الفرسان، تجتمع للغارة. ينظر تاج العروس (ق ن ب).
(٦) في ص، ت ٢: "صوته". وفي ت ١، س: "صورته"، وفي ف: "صدرته".
(٧) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "منهم".