للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عِكْرمةَ في قولِه: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾. قال: لا تقولوا لفقراء المسلمين: مساكين. إنما المساكينُ مَساكينُ (١) أهلِ الكتابِ (٢).

قال أبو جعفرٍ: وأَوْلى هذه الأقوالِ عندى بالصوابِ قولُ مَن قال: الفقيرُ: هو ذو الفَقْرِ و (٣) الحاجة، [ومع حاجتِه يتعفَّفُ] (٤) عن مسألةِ الناسِ والتَّذَلُّلِ لهم، في هذا الموضعِ. والمسكينُ: هو المحتاجُ المتذَلِّلُ للناسِ بمسألتهم.

وإنما قُلنا: إن ذلك كذلك، [وإن] (٥) كان الفريقان لم يُعْطَيَا إلا بالفقرِ والحاجةِ، دونَ الذِّلَّةِ والمسألةِ (٦)؛ لإجماعِ الجميعِ من أهلِ العلمِ أن المسكينَ إنما يُعْطَى مِن الصدقة المفروضةِ بالفقرِ، وأن معنى المَسْكَنةِ (٧) عندَ العربِ، الذِّلَّةُ، كما قال الله جلَّ ثناؤُه: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ﴾ (٨) [البقرة: ٦١] يعنى بذلك: الهُونَ والذلةَ، لا الفقرَ. فإذ (٩) كان اللهُ جلَّ ثناؤُه قد صَنَّفَ مَن قَسَم له مِن الصدقةِ المفروضةِ قَسْمًا بالفقرِ، فجَعَلهم صِنْفَين، كان معلومًا أن كلَّ صِنْفٍ منهم غيرُ الآخرِ، وإذ كان ذلك كذلك، كان لا شكَّ أنَّ المقسومَ له باسمِ الفقرِ (١٠)، غيرُ


(١) سقط من: ص، س، ف.
(٢) ذكره البغوي في تفسير ٤/ ٦٢، وابن كثير في تفسيره ٤/ ١٠٦.
(٣) في م: "أو".
(٤) في ص، ت ٢: "مع حاجته وتحفره". وفى س: "مع حاجته وتحقره". وفى ف: "مع حاجته وتحقره".
(٥) في ص، س، ف: "فإن".
(٦) في م، س: "المسكنة". وفى ف: "المسكنة والمسألة".
(٧) في ص، ف: "المسألة".
(٨) في ص، س، ف جاء لفظ الآية: "وضربت عليهم المسكنة". وهو لفظ الآية ١١٢ من سورة آل عمران.
(٩) في م: "فإذا".
(١٠) في م، س، ف: "الفقير".