للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلفِ والخلفِ.

حدَّثني أبو السائبِ سَلْمُ (١) بنُ جُنادةَ السُّوَائيُّ، قال: حدَّثنا أبو معاويةَ، وحدَّثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قال: حدَّثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، عن شعبةَ، جميعًا عن الأعمشِ، عن شَقيقٍ، قال: قال عبدُ اللَّهِ: إني قد سمِعْتُ القَرَأةَ (٢) فوجَدْتُهم مُتَقارِبِين، فاقْرَءُوا كما عُلِّمْتُم، وإياكم والتَّنَطُّعَ، فإنما هو كقولِ أحدِكم: هَلُمَّ وتَعالَ (٣).

وحدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: حدَّثنا أبو داودَ، قال: حدَّثنا شعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عمَّن سمِع ابنَ مسعودٍ يقولُ: مَن قرَأ منكم على حرفٍ فلا يَتَحَوَّلَنَّ، ولو أَعْلَمُ أحدًا أعْلَمَ مني بكتابِ اللَّهِ لَأَتَيْتُه (٤).

وحدَّثنا ابنُ المثنى، قال: حدَّثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْديٍّ قال: حدَّثنا شعبةُ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عابسٍ، عن رجلٍ مِن أصحابِ عبدِ اللَّهِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، قال: مَن قرَأ القرآنَ (٥) على حرفٍ فلا يَتَحَوَّلَنَّ منه إلى غيرِه (٦).

فمعلومٌ أن عبدَ اللَّهِ لم يَعْنِ بقولِه هذا: مَن قرَأ ما في القرآنِ مِن الأمرِ والنهيِ فلا يَتَحَوَّلَنَّ منه إلى قراءةِ ما فيه مِن الوعدِ والوَعيدِ، ومَن قرَأ ما فيه مِن الوعدِ والوَعيدِ


(١) في ر، م، ت ١: "سالم". وينظر تهذيب الكمال ١١/ ٢١٨.
(٢) في ص: "إلى القرأة"، وفي ر: "إلى القراءة"، وفي م: "القرّاء".
(٣) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ٢٠٧، ٢١٧، وابن أبي شيبة ١٠/ ٤٨٨ عن أبي معاوية به.
وأخرجه البيهقي ٢/ ٣٨٥ من طريق شعبة به. وسيأتي في سورة يوسف، الآية ٢٣ من وجه آخر عن الأعمش.
(٤) رُوي من طرق عن ابن مسعود، وسيأتي تخريجه في ص ٧٥.
(٥) زيادة من: م، ت ٢.
(٦) أخرجه أحمد وغيره من طريق شعبة به. وهو جزء من أثر مطول تقدم في ص ٢٦.