للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: بل معناه: ما أحلَّه اللهُ لكم ورخَّصه لكم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ﴾ يقولُ: ما أحلَّه اللهُ لكم.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا مَعْمَرٌ، قال: قال قتادةُ في ذلك: ابتغوا الرُّخصةَ التي كُتِبت لكم (١).

وقرَأ ذلك بعضُهم: (اتَّبِعوا مَا كَتَبَ اللهُ لكم) (٢).

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا ابنُ عُيَيْنَةَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن عطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، قال: قلتُ لابنِ عباسٍ: كيف تُقْرَأُ هذه الآيةُ: ﴿وَابْتَغُوا﴾ أو (واتَّبِعُوا)؟ قال: أيَّتَهما شئتَ. قال: عليك بالقراءةِ الأولى (٣).

والصوابُ مِن القولِ في تأويلِ ذلك عندي أن يُقالَ: إن اللهَ تعالى ذكرُه قال: ﴿وَابْتَغُوا﴾ بمعنى: اطْلُبوا ما كتَب اللهُ لكم. يعني الذي قضَى اللهُ تعالى لكم، وإنما يُرِيدُ اللهُ تعالى ذكرُه: اطلُبوا الذي كتَبتُ لكم في اللوحِ المحفوظِ أنه يُباحُ فَيُطْلَقُ لكم، وطلبُ الولدِ إن طلَبه الرجلُ بجماعِه المرأةَ ممَّا كتَب اللهُ له في اللوحِ المحفوظِ،


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٧١.
(٢) وهي قراءة الحسن ومعاوية بن قرة ورويت عن ابن عباس، وهي قراءة شاذة. البحر المحيط ٢/ ٥٠.
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ٧١. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٩٩ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.