(٢) لكن روى عُمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، قال: دَفَع إليَّ الزهري صحيفة، فقال: اروِها عنّي، ودفع إليّ يحيى بن أبي كثير صحيفة، فقال: اروها عنِّي، قال الوليد: قال الأوزاعي: نعمل بها، ولا نحدّث بها. واحتج البخاري ومسلمٌ في "صحيحيهما" برواية الأوزاعي عن الزُّهري. وقَدَّمه ابن مَعين - في إحدى الروايات عنه - على أصحاب الزُّهريّ - كما في "شرح علل الترمذي" (٢/ ٦٧٣) -. قلتُ: وعليه فالصحيفة التي أخذها مِنْ الزَّبيدي، والزهري لم يُحدِّث بها، وإنَّما حدَّث بما سَمِعَ. (٣) قال ابن حبَّان، والدَّارقطني وغيرهما: لمْ يسمع الأوزاعي من ابن سيرين شيئًا. وقال أبو زرعة الدمشقي، وابن معين: لمْ يسمع الأوزاعي من نافع شيئًا، وزاد ابن معين: وسَمِع من عطاء. لكن قال ابن حجر في "فتح الباري" (٢/ ٥١٩): صحَّ سماعه من نَافِعٍ خِلَافًا لِمَنْ نَفَاهُ. وقال أبو حاتم - كما في "جامع التحصيل" (ص/٢٢٥) -: لمْ يدرك الأوزاعي عبد الله بن أبي زكريا، ولمْ يسمع من أبي مصبح شيئًا. بَيْن الأوزاعي ومصبح رجلٌ يُدعى موسى بن يسَّار. وقال أبو زرعة: لم يسمع من خالد بن اللجلاج، إنما سمِع من عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عنه. (٤) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٥/ ٣٢٦، "الجرح والتعديل" ١/ ١٨٤ - ٢١٩، ٥/ ٢٦٦ - ٢٦٧، "الثقات" للعجلي ٢/ ٨٣، "الثقات" ٧/ ٦٢، "تاريخ دمشق" ٣٥/ ١٤٧ - ٢٢٩، "التهذيب" ١٧/ ٣٠٧، "الكاشف" ١/ ٦٣٨، "الميزان" ٢/ ٥٨٠، "التقريب" (٣٩٦٧).