(٢) وهى ليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان وليلة نصفه. وكانت تقام فيها احتفالات عظيمة، ويركب فيها الخليفة فى موكب خاص. ومن مظاهر الاحتفال بليلة أول رجب - مثلا - أن الخليفة كان يجلس فى منظرة عالية - عند باب الزمرد من أبواب القصر وبين يديه شمع يوقد فى العلو زنة الواحدة سدس قنطار. ويركب القاضى من داره بعد صلاة المغرب وبين يديه الشمع المحمول إليه من خزانة الخليفة، موقودا، من كل جانب ثلاثون شمعة، وبين الصفين مؤذنو الجوامع يعلنون بذكر الله تعالى ويدعون للخليفة والوزير، بترتيب مقرر محفوظ. ويحيط به ثلاثة من نواب الباب، وعشرة من حجاب الخليفة، وحجاب الحكم المستقرون وهم خمسة أمراء، والشهود وراءه على ترتيب جلوسهم بمجلس الحكم وحول كل منهم ثلاث شمعات أو شمعتان أو شمعة واحدة. وعند باب الزمرد يجلسون فى رحبة تحت المنظرة فتفتح إحدى طاقاتها فيظهر منها رأس الخليفة ووجهه وحوله الأستاذون المحنكون وغيرهم، ويفتح أستاذ طاقة أخرى يخرج منها رأسه ويده اليمنى ويشير بكمه قائلا: «أمير المؤمنين يرد عليكم السّلام» … ثم يتقدم خطيب الجامع الأنور فيخطب كما يخطب فوق المنبر وينبه على فضيلة ذلك الشهر وأن ذلك الركوب علامته، ثم يختم كلمته بالدعاء للخليفة … ثم يتحرك الموكب إلى دار الوزير، ومعه والى القاهرة، ثم إلى الجامع الطولونى ويخرج منه ووالى مصر فى خدمته، ثم إلى الجامع العتيق وهناك يوقد التنور الفضة الذى بالجامع وفيه نحو ألف وخمسمائة براقة وبأسفله نحو مائة قنديل. ثم يخرج القاضى إلى منزله. صبح الأعشى: ٤٩٧:٣ - ٤٩٨؛ المواعظ والاعتبار: ٤٦٥:١ - ٤٦٧، ٤٩١. (٣) نوع من الحلوى يصنع من الرقاق على شكل حلقة مجوفة يملأ وسطها باللوز أو بالفستق، يقول القلقشندى: ويعرف فى مصر بالخشتنان. صبح الأعشى: ٥١٠:٣.