للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوجد له مال كثير. ثم ولى أبو سعد منصور بن أبى أيمن سورس بن مكرواه بن زنبور، وكان نصرانيا فأسلم، ويقال له إنه لم يسلم؛ ثم ولى بعده أبو العلاء عبد الغنى بن نصر بن سعيد الضيف وصرف. فلما قدم أمير الجيوش تسلمها.

ولما قدم أمير الجيوش من عكّا صار وزير السيف والقلم، وولى القضاء أيضا، وزيد فى ألقابه كافل قضاة المسلمين وهادى دعاة المؤمنين. ثم لما مات وزر من بعده ابنه الأفضل.

وأما قضاته، فقد تقدم من جمع له القضاء مع الوزارة. والذين أفردوا بوظيفة القضاء عبد الحاكم بن سعيد الفارقى فى أول خلافته؛ ثم تقلّد القضاء القاسم بن عبد العزيز ابن النعمان؛ ثم أبو يعلى، ويقال أبو الحسن، أحمد بن حمزة بن أحمد العرقى ومات؛ فولى أبو الفضل القضاعى؛ ثم جلال الدولة أبو القاسم على بن أحمد بن عمار. وولى الفضل ابن نباتة، ثم أبو الفضل بن عتيق، ثم أبو الحسن على بن يوسف بن الكحّال، ثم فخر الأحكام أبو الفضل محمد بن عبد الحاكم، وكان فى أيامه ما قد تقدم ذكره من الرزايا.

وكان نقش خاتمه: «بنصر السميع العليم ينتصر المستنصر أبو تميم».

ومما رثى به المستنصر قول حظىّ الدولة أبى المناقب عبد الباقى بن على التنوخى الشاعر، من أبيات:

وليس ردى المستنصر اليوم كالرّدى … ولا قدره أمر يقاس به أمر

لقد هاب ملك الموت إتيانه ضحى … ففاجأه ليلا وما طلع الفجر (١)

فأجرى عليه، حين مات، دموعنا … سماء، فقال الناس: لا؛ بل هو القطر

وقد بكت الخنساء صخرا، وإنّه … ليبكيه من فرط المصاب به الصّخر

وقلّدنا (٢) المستعلى الطّهر حسب ما … عليه قديما نصّ والده الطّهر


(١) فى النجوم الزاهرة: ٥: ولم يطلع الفجر.
(٢) فى النجوم الزاهرة: ٥: وقلدها.