للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طالب، وأنه يدعو إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ثم اشتهر خبره، فطلبه العسكريون، فهرب هو والحسين الأهوازى إلى سلمية ليخفى أمره بها، فولد له بها ابن يقال له أحمد، ومات عبد الله بن ميمون، فقام من بعده ابنه أحمد هذا فى ترتيب الدعوة، وبعث الحسين الأهوازى داعية إلى العراق، فلقى حمدان بن الأشعث قرمط (١) بسواد الكوفة.

وولد لأحمد بن عبد الله بن ميمون القدّاح ولدان، هما: الحسين ومحمد - المعروف بأبى الشلعلع (٢) -، ثم هلك أحمد، فخلفه ابنه الحسين فى الدعوة؛ فلما هلك الحسين بن أحمد خلفه أخوه محمد بن أحمد - المعروف بأبى الشلعلع -.

وكان للحسين (٣) ابن اسمه سعيد، فبقيت الدعوة له حتى كبر، وكان قد بعث محمد هذا داعيين إلى المغرب، وهما؛ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد، وأخوه أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد؛ فنزلا فى قبيلتين من البربر، وأخذا على أهلها.


(١) فى المراجع تفسيرات كثيرة لهذا اللفظ، منها أن حمدان سمى بهذا الاسم لأنه كان يقرمط فى سيره اذا مشى، أى يقارب بين خطواته، ومنها أنه لقب بهذا اللقب لأنه كان أحمر البشرة تشبيها له بالقرمد وهو الطوب الأحمر (الآجر)، وأصل هذا اللفظ يونانى Keramidi انظر: (ابن مالك: المرجع السابق، ص ١٨) و (متز: الحضارة الاسلامية ج ٢، ص ١٨٥ من الترجمة العربية) و (الجواليقى: المعرب، ص ٢٥٤ - ٢٥٥) ويرى البعض أن هذا اللفظ مأخوذ من «اقرمط» أى غضب أو عبس. انظر القاموس، وممن يأخذ بهذا الرأى De Lacy و (B.Lewis:Op.Cit.PP .٨٢ - ٨٣) وعندهما أسباب للبرهنة على هذا الرأى
ويرى الأب أنستاس مارى الكرملى عند شرحه لهذا اللفظ فى (العرشى: بلوغ المرام، ص ٣٤٠ - ٣٤١) أن هذه اللفظة «آرامية» (نبطية) من قرمطونا أى المدلس أو الخبيث أو المكار أو المحتال، أو من (قرمطا) وهى التدليس أو الخبث أو المكر أو الاحتيال، لما اشتهر عنهم من هذه الأمور، ولا جرم أن هذه التسمية لم يتخذها الباطنية أو القرامطة أنفسهم، بل نبذهم بها من لم يكن من نحلتهم»
ولاحظ أن ابن النديم، ص ٢٦٥ يثبت اعتناق حمدان للمذهب فى عهد عبد الله بن ميمون، أما نص المقريزى هنا فيفيد اعتناقه اياه فى عهد أحمد بن عبد الله بن ميمون.
(٢) رسم هذا اللفظ فى بعض المراجع بالغين المعجمة هكذا «الشلغلغ»، كذلك اختلف المؤرخون عند ذكر من خلف ميمون من أولاده، انظر قوائم النسب الميمونى كما رواها المؤرخون المختلفون فى: (B.Lewis:Op.Cit:p .٧٢ - ٧٣) و (Mmour:Op.Cit.P .٤٠ - ٤١)
(٣) فى (الخطط، ج ٢، ص ١٥٨): ««وكان لأحمد بن عبد الله ولد اسمه سعيد».