ودخلوا إلى خزانة الرّفوف، وكانت خزانة عظيمة بالقصر من جملة خزائن الفرش، فيها رفوف كبيرة بعضها فوق بعض، ولكل منها سلّم منفرد، فأخرجوا منها ألفى عدل شققا طميما بهدبها من سائر أنواع الخسروانىّ وغيره لم تستعمل، وكلّها مذهّب معمول بسائر الأشكال والصور. وجد فى عدل منها أجلّة للفيلة من خسروانى أحمر مذهب كأحسن ما يكون، وموضع نزول أفخاذ الفيّال ورجليه سارج بغير ذهب. وأخرج من بعض الخزائن ثلاثة آلاف قطعة من خسروانيّ أحمر مطرّز بأبيض لم تفصّل، برسم كسوة البيوت، كل بيت منها كامل بجميع آلاته ومسانده ومخادّه ومراتبه وبسطه وعتبه ومقاطعه وستوره، وجميع ما يحتاج إليه فيه.
وأخرج من الحصر السّامانية المطرزة بالذهب والفضة وغير المطرزة مما هى مجومة ومطيّرة وطفيلة، ومصورة بسائر الصور، ما لا يحصى كثرة. وأخرج من صوانى الذهب المجراة بالميناء وغير المجراة، المنقوشة بسائر أنواع النقوش، المملوء جميعها جواهر من سائر أنواعه شيء كثير جدا؛ ونيّف وعشرون ألف قطعة طميم من سائر الأمتعة. والتمس بعض الأتراك من المستنصر مقرمة (١) سندس أخضر مذهبة اقتراحا عليه لعدمها وقلة وجود مثلها، فأخرج منها عدل كان العدد المكتوب عليه مائة وثمانية وثمانين من جملة أعداد أعدال فيها من المتاع.
وأخرج فى يوم صناديق سروج محلاة بفضة، وجد فيها صندوق مكتوب عليه:
الثامن والتسعون والثلاثمائة، وعدّة ما فيها زيادة على أربعة آلاف سرج. ووجد غلف خيزران مبطّنة بالحرير محلاة بالذهب خالية من الأوانى، كانت تسعة عشر ألف غلاف، كان فى كل غلاف قطعة من بللّور أو مجروداء محكم أو ما شاكل ذلك.
(١) القرام ككتاب: الستر الرقيق، وبعضهم يزيد فيقول: وفيه رقم ونقوش؛ والمقرم وزان مقود، وبالهاء أيضا مثله، المصباح المنير.