للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه الدعوة أيضا. وكان قاضى القضاة وداعى الدعاة، وقد أفضل على جماعة من أهل العلم والأدب والبيوتات.

فكانت مدّة نظره فى القضاء خمس سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما. ومولده لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة ثمان وخمسين. وهو أول قاض أحرق بعد قتله، فإن الحاكم أحرقه بعد ما قتله فى سادس محرم الآتى ذكره.

وفى سادس عشر رمضان قلّد أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن النعمان القضاء إلى ما بيده من النظر فى المظالم، وخلع عليه، وقلّد سيفا محلّى بذهب، وحمل على بغلة وبين يديه سفط ثياب. فنزل فى موكب عظيم إلى الجامع العتيق، فجلس تحت المنبر ورقى أبو على أحمد بن عبد السّميع وقرأ سجلّه. وانصرف إلى داره فنزلها وحكم، واستخلف على الحكم أبا الحسن مالك بن سعيد الفارقى مضافا إلى ما كان مستخلفا عليه من الحكم فى القاهرة.

واستكتب أبا يوسف منال لحضرته والتوقيعات عنه؛ ثم كتب له سجل بأخذ الفطرة والنجوى (١) وحضور المجلس بالقصر وأخذ الدعوة على الناس، وقراءة ما يقرأ على من دخل الدعوة.

فحضر يوم الخميس الثانى عشر منه، وقرأ ما جرى الرسم بقراءته فى القصر، وأخذ النجوى والفطرة، وأوقف سائر الشهود الذين قبلهم حسين فى أيامه؛ وصرف عدّة من المستخلفين بالأعمال؛ واستكتب أبا طالب ابن السندى فوقّع بين يديه؛ واستكتب أبا القاسم علىّ ابن عمر الوراق؛ وكتب السجلات وكتب القضايا والأحكام. ولزم حسين داره وقد استبدّ خوفه؛ وحملت كتب ديوان الحكم من داره إلى دار عبد العزيز.


(١) الفطرة والنجوى والخمس رسوم مالية تؤخذ ممن يعتنقون المذهب الفاطمى، مع بعض رسوم أخرى تتفاوت بتفاوت مدى تعمق الأعضاء فى فهم الدعوة والعمل فى سبيلها. وكان يفرد لكل جماعة من الناس مجلس خاص يناسب مكانتها الاجتماعية والمذهبية. انظر فى الدعوة ورسومها ومراتبها: الخطط: ٣٩١:١ - ٣٩٥.