وفى ثالث ذى الحجة أمر الناس بتعليق القناديل على سائر الحوانيت وأبواب الدّور كلّها، وفى جميع المحال والسكك الشارعة وغير الشارعة، ففعلوا.
وصلى الحاكم صلاة عيد النحر بالمصلى، وخطب، ونحر فى القصر على رسمه، وجلس على السّماط. وكان الناس بين عبد العزيز بن النعمان وبين قاضى القضاة الحسين بن النعمان فى شرور وبلاء؛ وذلك أن عبد العزيز قبل شهادة جماعة اختارهم؛ فكان من حاكم خصمه إلى الحسين اختار خصمه بالمرافعة إلى عبد العزيز وبالعكس. وكان عبد العزيز إذا جلس للنظر فى المظالم حضر شهوده عنده وسمع شهادتهم وأشهدهم فيما يقول ويمضى؛ ولا يحضر أحد منهم عند الحسين ولا يقرب داره، ويقيد الشهود القدماء يشهدون عنده، غير أنهم لا يحضرون مجلس عبد العزيز مواصلين لذلك ولا يركبون معه.
وفيها عقد ليانس الصقلبى على ولاية أطرابلس الغرب بعد موت المنصور بن بلكين، فوصل إليها فى ألف وخمسمائة فارس وملكها. فبعث باديس بن جعفر بن حبيب على عسكر فلقيه على زنزوير، واقتتلا يومين، فانهزم عسكر يانس وقتل.