للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمر أبو جعفر محمد بن حسين بن مهذب، صاحب بيت المال، بإحضار تركة برجوان فوجد فيها مائة منديل شرب ملونة معمّمة كلّها على مائة شاشية (١)، وألف سروال دبيقى بألف تكّة حرير أرمنى، ومن الثياب المخيطة والصّحاح والحلى والمصاغ والطيب والفرش ما لا يحصى كثرة، ومن العين ثلاثة وثلاثون ألف دينار، ومائة وخمسون فرسا لركابه، وخمسون بغلة، وثلاثمائة رأس من بغال النقل ودواب الغلمان، ومائة وخمسون سرجا منها عشرون من ذهب، ومن الكتب شيء كثير.

لما ركب القائد حسين رأى جماعة من قواد الأتراك قياما على الطريق ينتظرونه فوقف وقال: كلنا عبيد مولانا صلوات الله عليه ومماليكه، وليس والله أبرح من موضعى أو تنصرفوا عنى، ولا يلقانى أحد إلاّ فى القصر. فانصرفوا، وأقام خدما من الصقالبة بنوب على الطريق يمنعون الناس من المصير إلى داره ومن لقائه إلا فى القصر؛ وجلس فى موضع رسم له بالجلوس فيه.

وتقدم حسين بن جوهر إلى أبى الفتوح مسعود الصقلبى صاحب الستر بأن يوصل الناس بأسرهم إلى الحاكم ولا يمنع أحدا، وأن يعرف رسم كل من يحضر ومن يجلس للتوقيع إذا وقع له. فدخل الناس ليأخذ رقاعهم وقصصهم، ووقع فيها، والحاكم فى مكانه جالس يدخل إليه أرباب الحوائج ويشاور فى الأمور المهمة.

ووصل إلى الحاكم جماعة ممن كان يدخل فى الليل إلى العزيز، وأمروا بملازمة القصر وقت جلوسه ودوام الجلوس بالعشايا؛ فدخل أوّل ليلة، وهى ليلة الأربعاء سابع جمادى الأولى، القائد حسين والقائد فضل بن صالح والحسين بن الحسن البازيار. فجلس حسين بن جوهر من اليمين، وإلى جانبه فضل بن صالح ودونه ابن البازيار، وبعده أبو الحسن على بن


(١) ما يلبس على الرأس دون عمامة.