فلما توفى المعز وأصحابه اليهود، وولى العزيز بالله استوزره فى سنة ٣٦٥، وكان هذا الوزير أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن كلس كبير الهمة قوى النفس والمنة؛ عظيم الهيبة، فاستولى على أمر العزيز، وقام به، واستصحه؛ فعول عليه وفوض أمره اليه، وكانت أموره مستقيمة بتدبيره فلما اعتل علة الوفاة ركب اليه العزيز عائدا، فشاهده على حال اليأس، فغمه أمره وقال له: «وددت بأنك تباع فأبتاعك بملكى؛ أو تفتدى وافديك بولدى، فهل من حاجة توصى بها يا يعقوب؟» فبكى وقبل يده وتركها على عينه، وقال: - «أما ما يخصنى يا أمير المؤمنين فلا، لأنك أرعى بحقى من أن أسترعيك اياه، وأرأف على من أخلفه من أن أوصيك به، لكنى أنصح لك فيما يتعلق بدولتك» قال: «قل يا يعقوب، فقولك مسموع؛ ورأيك مقبول». قال: «سالم يا أمير المؤمنين الروم ما سالموك، واقنع من الحمدانية بالدعوة والسكة ولا تبق على المفرج بن دغفل بن الجراح متى عرضت لك فيه فرصة». وتوفى فى ذى الحجة سنة ٣٨٠، فأمر العزيز أن يدفن فى داره بالقاهرة فى قبة كان بناها لنفسه، وحضر جنازته وصلى عليه وألحده بيده فى قبره، وانصرف عنه حزينا بفقده؛ وأغلق الدواوين، وعطل الأعمال أياما، واستوزر أبا عبد الله الموصلى بعده مديدة؛ ثم صرفه، وقلد عيسى ابن نسطوروس وكان نصرانيا من أقباط مصر .. الخ» انظر كذلك: (ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، ج ٤؛ ص ١٥٨). (٢) المثقل من الثياب ما كان منسوجا بالذهب.