للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أم «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ [يَأْبَى] اللهُ [إِلاّ أَنْ] يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ» (١).

هيهات لا خلود لمذكور، ولا مردّ لمقدور، ولا طافئ لنور، ولا مقر لمولود، ولا قرار لموعود، لقد خاب منك الأمل، وحان لك الأجل، فإن شئت فاستعد للتوبة بابا، وللنقلة جلبابا، فقد بلغ الكتاب أجله، والوالى أمله، وقد رفع الله قبضته عن أفواه حكمته، ونطق من كان بالأمس صامتا، ونهض من كان هناك خائفا، ونحن أشباح فوق الأمر والنفس، دون العقل وأرواح فى القدس، نسبة ذاتية، وآيات لدنية، نسمع ونرى، «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا» (٢)، «وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ» (٣).

ونحن معرضون ثلاث خصال - والرابعة أردى لك، وأشقى لبالك، وما أحسبك تحصل إلا عليها - فاختر:

إما قدت نفسك لجعفر بن فلاح، وأتباعك بأنفس المستشهدين معه بدمشق والرملة من رجاله ورجال سعادة بن حيّان، ورد جميع ما كان لهم من رجال وكراع ومتاع إلى آخر حبة من عقال ناقة وخطام بعير - وهى أسهل ما يرد عليك -.

وإما أن تردهم أحياء فى صورهم وأعيانهم وأموالهم وأحوالهم - ولا سبيل لك إلى ذلك ولا اقتدار -.

وإما سرت ومن معك بغير زمام ولا أمان فأحكم فيك وفيهم بما حكمت، وأجريك على إحدى ثلاث: إما قصاص، وإما منا بعد؟ وإما فدى، فعسى أن يكون تمحيصا لذنوبك، وإقالة لعثرتك.


(١) الآية ٣٢، السورة ٩ (التوبة)
(٢) الآية ٥٢، السورة ٤٢ (الشورى)
(٣) الآية ١٩٨، السورة ٧ (الأعراف).