«أيها الناس: أقلوا القول، ودعوا الفضول، فإننا حبسنا العجوز صيانة لها، فلا ينطقن أحد إلا حلت عليه العقوبة الموجعة».
ثم أطلقت العجوز.
وخرج عبد العزيز بن إبراهيم الكلابى بالصعيد، وسوّد، ودعا لبنى العباس، فبعث إليه جوهر فى البحر أربعين مركبا عليها بشارة النوبى، وأنفذ بأزرق فى البر على عسكر، فأخذ وأدخل به فى قفص مغلولا، وطيف به وبمن معه.
ووافى الأسطول من المغرب، وسار إلى الشام فأسر وغنم.
وأمر جوهر برفع الدنانير البيض.
وفى آخر ذى الحجة نهبت المغاربة مواضع بمصر، فثارت الرعية، فاقتتلوا قتالا شديدا، وركب إليهم سعادة بن حيّان، وغرم جوهر للناس ما نهب لهم، وقبل قولهم فى ذلك.