للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب سليمان بن عبد الملك بن مروان إلى خالد بن عبد الله القسرى أن (١) أجر عينا تخرج من ثقبة، من مائها العذب الزلال (١) حتى يظهر بين زمزم والركن الأسود، وتضاهئ بها ماء زمزم.

قال: فعمل خالد بن عبد الله القسرى البركة التى بفم الثّقبة، ويقال لها: بركة القسرىّ، ويقال لها أيضا: بركة البردى ببئر ميمون. وهى قائمة إلى اليوم بأصل ثبير، فعملها بحجارة منقوشة طوال، وأحكمها وأنبط ماءها فى ذلك الموضع، ثم شقّ لها عينا تسكب فيها من الثّقبة، وبنى سدا للثّقبة وأحكمه، والثّقبة بشعب يفرع فيه وجه ثبير، ثم شق من هذه البركة عينا تجرى إلى المسجد الحرام، فأجراها فى قصب من رصاص، حتى أظهرها فى فوارة تسكب فى فسقيّة من رخام بين زمزم والركن والمقام. ولما أن جرت وظهر ماؤها أمر القسرى بجزر فنحرت بمكة، وقسمت بين الناس، وعمل طعاما فدعا إليه الناس، وأمر مناديا فنادى: هلموا إلى الماء العذب واتركوا أم الخناس-يعنى زمزم-ثم أمر صائحا فصاح: الصلاة جامعة. ثم أمر بالمنبر فوضع فى وجه الكعبة، ثم صعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، احمدوا الله ، وادعوا لأمير المؤمنين الذى سقاكم الماء العذب الزّلال النّقاح بعد الماء المالح الأجاج، الذى لا يشرب إلا صبرا-يعنى


(١) فى الأصول «أن أجر عينا يخرج من بقية مائها العذب الزلال» والمثبت عن أخبار مكة للأزرقى ٢:١٠٧.
وقد ورد فى هوامش الأصول «إجراء عين ثقبة مضاهاة لزمزم».