للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة ثلاث وستين وثلاثمائة»

فيها سلط المعز صاحب مصر والغرب بنى هلال وغيرهم من العرب على الركب العراقى؛ فقتلوا منهم خلقا كثير، وضاق الوقت وبطل الحاج، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبى أحمد الموسوى والد الرضى عن طريق المدينة (١).

وفيها وصل أهل المدينة إلى مكة، ونفّروا عنها بنى حسن.

وفيها أقيمت الدعوى بالحرمين للمعز العبيدى، وقطعت خطبة بنى العباس (٢).

وفيها بينما الناس فى وقت القيلولة، وشدة الحر-وما يطوف إلا رجل أو رجلان-فإذا رجل عليه طمران، مشتمل على رأسه ببرد، يسير رويدا، حتى إذا دنا من الركن الأسود-ولا يعلم ما يريد-فأخذ معولا وضرب الركن ضربة شديدة حتى خفته الخفتة التى فيه، ثم رفع يديه ثانيا يريد ضربه فابتدره رجل من السكاسك من أهل اليمن-حين رآه وهو يطوف-فطعنه طعنة عظيمة بالخنجر حتى أسقطه، فأقبل الناس من نواحى المسجد فنظروه فإذا هو رجل رومى جاء من أرض الروم-وقد جعل له مال كثير على ذهاب الركن-


(١) وانظر الكامل لابن الأثير ٨:٢٣٣، والبداية والنهاية ١١:٢٧٧،٢٧٨، وشفاء الغرام ٢:٢٢١،٢٢٢، ودرر الفرائد ٢٤٥.
(٢) المنتظم ٧:٧٥، والكامل لابن الأثير ٨:٢٣٣، والبداية والنهاية ١١: ٢٧٧، وشفاء الغرام ٢:٢٢١،٢٢٢، ودرر الفرائد ٢٤٥، ومرآة الجنان ٢:٣٧٩، وتاريخ الخلفاء ٤٠٦.