للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خالد لعبد الملك ففرّق بين الرجال والنساء فى الطواف، فأجلس عند كل ركن حرسا معهم السياط؛ فيفرقون بين الرجال والنساء، وهو أوّل من فرق بينهما (١).

وكان خالد فى إمرته على مكة فى زمن الوليد بن عبد الملك يذكر الحجاج فى خطبته فى كل جمعة إذا خطب ويقرظه، فلما توفى الوليد وبويع لسليمان بن عبد الملك أقرّ خالدا على مكة (٢)، وكتب إلى عماله فأمرهم بلعن الحجاج بن يوسف، فلما أتاه الكتاب قال:

كيف أصنع؟ كيف أكذب نفسى فى هذه الجمعة بذمه، وقد مدحته فى الجمعة التى قبلها؟! ما أدرى كيف أصنع؟ فلما كان يوم الجمعة خطب الناس ثم قال فى خطبته أما بعد: أيها الناس إن إبليس كان من ملائكة الله فى السماء، وكانت الملائكة ترى له فضلا بما يظهر من طاعة الله تعالى وعبادته، وكان الله ﷿ قد اطّلع على سريرته، فلما أراد أن يهتكه أمره بالسجود لآدم ، فامتنع فلعنه، وإن الحجاج بن يوسف كان يظهر من طاعة الخلفاء ما كنّا نرى له فى ذلك علينا فضلا، وكنا نزكيه، وكان الله قد أطلع سليمان أمير المؤمنين من سريرته وخبث مذهبه على ما لم يطلعنا عليه، فلما أراد الله هتك ستر الحجاج أمرنا أمير المؤمنين سليمان بلعنه فالعنوه لعنه الله (٣).


(١) أخبار مكة للأزرقى ٢:٢٠، والعقد الثمين ٤:٢٧٣، وانظر فى هامش أخبار مكة ما يخالف ذلك.
(٢) ورد فى هوامش الأصول أمام هذا الكلام «أمر سليمان بلعن الحجاج».
(٣) العقد الثمين ٤:٢٧٦.