للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«السنة الثالثة والخمسون من مولد النبى »

فيها فى ليلة السابع عشر من ربيع الأول-ويقال: فى ليلة السابع والعشرين من ربيع الآخر، ويقال غير ذلك-بينما النبى فى الحطيم أو الحجر مضطجعا بين النائم واليقظان إذ أتاه آت فجعل يقول لصاحبه: الأوسط بين الثلاثة. فأخذه ، فانطلق به فشق ما بين ثغرة نحره إلى مراقه؛ فاستخرج قلبه ثم أتى بطست من ذهب فيه ماء من ماء زمزم مملوء إيمانا وحكمة، فغسل قلبه ثم حشى ثم أعيد. ثم أتى بداية دون البغل وفوق الحمار أبيض، وهو البراق، مسرجا ملجما يضع خطوه عند أقصى طرفه، فى فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه، يضع حافرها فى منتهى طرفها. فلما دنا النبى ليركبها شمست، فوضع جبريل يده على مفرقها ثم قال: ألا تستحى يا براق مما تصنع!! فو الله ما ركب عليك عبد لله ﷿ قبل محمد أكرم على الله منه. ثم استحيت حتى ارفضت عرقا، ثم قرّت، فركبها حتى جاء بيت المقدس (١).

ويقال، قال النبى : صليت لأصحابى صلاة العتمة بمكة معتما، فأتانى جبريل بداية بيضاء فوق الحمار ودون البغل فقال: اركب.

فاستصعبت (٢) علىّ فدارها (٣) بأذنها، ثم حملنى عليها، فانطلقت تهوى بنا ترفع (٤) حافرها حيث أدرك طرفها.


(١) سيرة النبى لابن هشام ٢:٢٦٨،٢٦٩، والاكتفا ١:٣٧٩، والسيرة النبوية لابن كثير ٢:٩٤ - ٩٦، والخصائص الكبرى ١:٤١١،٤١٢، والسيرة الحلبية ٢:٧٧. ويلاحظ هنا الأنتقال فى الأصول من ضمير المذكر إلى ضمير المؤنث؛ ويرجع ذلك إلى نقل المصنف من عدة روايات بعضها أرجح الضمائر إلى الدابة وبعضها إلى البراق.
(٢) كذا فى الأصول، وتاريخ الاسلام ٢:١٥٤. وفى دلائل النبوة ٢:١٠٨ «استعصت»
(٣) كذا فى الأصل. وفى تاريخ الإسلام ٢:١٥٤ «فرازها» بمعنى اختبرها كما فى النهاية.
(٤) كذا فى الأصول. وفى المرجع السابق «يقع».