للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسمعت عائشة تقول، قال رسول الله : إن قومك استقصروا فى بناء البيت فتركوا فى الحجر منها أذرعا، ولولا (١) حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة وأعدت ما تركوا منها، ولجعلت لها بابين موضوعين بالأرض؛ بابا شرقيا يدخل الناس منه، وبابا غربيا/يخرج الناس منه، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟ قالت: قلت لا. قال: تعززا لئلا يدخلها إلا من أرادوا، وكان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه يرتقى حتى إذا كاد (٢) يدخل دفعوه فسقط؛ فإن بدا لقومك هدمها فهلمى لأريك ما تركوا فى الحجر.

فأراها قريبا من سبعة أذرع.

فلما هدم ابن الزبير الكعبة وسواها بالأرض كشف عن أساس إبراهيم فوجده داخلا فى الحجر نحوا من ستة أذرع وشبر، كأنها أعناق الإبل أخذ بعضها بعضا كتشبيك الأصابع بعضها ببعض؛ يحرّك الحجر من القواعد فتحرّك الأركان كلها، فدعا ابن الزبير خمسين رجلا من وجوه الناس وأشرافهم، وأشهدهم على ذلك الأساس، فأدخل رجل من القوم يقال له عبد الله بن مطيع العدوى - وكان أيدا - عتلة فى ركن من أركان البيت فتزعزت الأركان كلها جميعا، ويقال: إن مكة [كلها] (٣) رجفت رجفة شديدة حين زعزع الأساس. وخاف الناس خوفا شديدا حتى ندم كل من أشار على ابن الزبير بهدمها، وأعظم ذلك إعظاما شديدا،


(١) فى الأصول «فلولا» والمثبت عن أخبار مكة للأزرقى ٢٠٦:١.
(٢) فى الأصول «كان» والمثبت عن المرجع السابق.
(٣) إضافة عن أخبار مكة للأزرقى ٢٠٧:١.