للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الورس يرفتّ (١) ويذهب، ولا يقيم ولا يستمسك البنيان به كالجص، ولكن ابنها بالقصة. فسأل عن القصة فأخبر أن قصة صنعاء هى أجود القصة، فأرسل إلى صنعاء بأربعمائة دينار يشترى له [بها] (٢) قصة ويكترى عليها وأمر بتنجيح ذلك، ثم سأل رجالا (٣) من أهل العلم بمكة: من أين كانت قريش أخذت حجارة الكعبة حتى بنتها. فأخبروه أنهم بنوها من حراء وثبير، والمقطع وهو الجبل المشرف على مسجد القاسم بن عبيد بن خلف ابن الأسود الخزاعى على يمين من أراد المشاش من مكة مشرفا على الطريق، ومن قافية الخندمة، ومن جبل حلحلة المشرف على ذى طوى، وهو عند الثنية البيضاء فى طريق جدة، وهو جبل بأسفل مكة على يسار ما انحدر من ثنية بنى عضل، ويقال له مقطع الكعبة (٤)، ومن مزدلفة من حجرها يقال له الملجوى. فنقل له من الحجارة قدر ما يحتاج إليه، فلما اجتمع له ما يحتاج إليه من آلات العمارة؛ وأراد هدم الكعبة عمد إلى ما كان فى الكعبة من حلية وثياب وطيب فوضعه فى خزانة/الكعبة؛ فى دار شيبة بن عثمان حتى أعاد بناءها.


(١) يرفت: أى ينكسر ويتحطم ويصير رفاتا. والرفات: الحطام والفتات من كل ما تكسر واندق. المعجم الوسيط.
(٢) إضافة عن أخبار مكة للأزرقى ٢٠٥:١.
(٣) فى الأصول «رجلا» والمثبت عن المرجع السابق، والجامع اللطيف ٨٩.
(٤) وانظر معالم مكة للبلادى ٢٨٧، ٢٨٨.