للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنت يا ابن الزبير؟ فقال بعد أن حمد الله تعالى: قد فهمت الذى ذكرت به النبى ، وهو فوق ما ذكرت وفوق ما وصفت، وفهمت ما ذكرت به أبا بكر وعمر، وقد وفقت وأصبت، وفهمت الذى ذكرت به عثمان، وإنى لا أعلم مكان أحد من خلق الله اليوم أعلم بابن عفان وأمره منى، كنت معه حيث نقم [القوم] (١) عليه واستعتبوه فلم يدع [شيئا] (٢) إلا أعتبهم، ثم رجعوا إليه بكتاب لهم يزعمون أنه كتبه يأمر فيه بقتلهم، فقال لهم: ما كتبته، فإن شئتم فهاتوا بينتكم، وإن لم يكن لكم بينة حلفت لكم. فو الله ما جاءوه ببيّنة ولا استحلفوه، ووثبوا عليه فقتلوه، وقد سمعت ما عبته به (٣)، فليس كذلك بل هو لكل خير أهل، وأنا أشهدكم ومن حضرنى أنى ولىّ لابن عفان وعدو لأعدائه. فقالوا: برئ الله منك. قال: بل برئ الله منكم. وتفرّق القوم.

وأمر ابن الزبير بالخصاص التى كانت حول الكعبة فهدمت، وبالمسجد فكنس ما كان فيه من الحجارة والدماء، فإذا الكعبة حيطانها قد مالت من حجارة المنجنيق، وهى متوهنة ترتجّ من أعلاها إلى أسفلها، فيها أمثال جيوب النساء من حجارة المنجنيق، وإذا الركن قد أسود واحترق، وتفارق من الحريق ثلاث فرق، ينظر إلى


(١) إضافة عن تاريخ الطبرى ٥٦:٧.
(٢) إضافة عن المرجع السابق، والكامل لابن الأثير ٧٠:٤.
(٣) فى الأصول «ما عنيته به» والمثبت عن المرجعين السابقين.