للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قِيلَ: مَعْنَاهُ وَلَمْ يَعْذُرْنَا وَلَمْ يُزِلْ شَكْوَانَا وَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ كَأَعْجَمْتُ الْكِتَابَ أَيْ أَزَلْت أَعْجَمْتَهُ

وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يُحْوِجْنَا إلَى الشَّكْوَى بَلْ رَخَّصَ لَنَا فِي التَّأْخِيرِ وَالْأَوَّلُ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ خَبَّابٍ: شَكَوْنَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّمْضَاءَ فَمَا أَشْكَانَا وَقَالَ: "إذَا زَالَتْ الشَّمْسُ فَصَلُّوا" وَمَالَ الْأَثْرَمُ وَالطَّحَاوِيُّ إلَى نَسْخِ حَدِيثِ خَبَّابٍ

قَالَ الطَّحَاوِيُّ:١ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ: كُنَّا نُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ فَقَالَ لَنَا: "أَبْرِدُوا" فَبَيَّنَ أَنَّ الْإِبْرَادَ كَانَ بَعْدَ التَّهْجِيرِ

وَحَمَلَ بَعْضُهُمْ حَدِيثَ الْإِبْرَادِ عَلَى مَا إذَا صَارَ الظِّلُّ فَيْئًا وَحَدِيثُ خَبَّابٍ عَلَى مَا إذَا كَانَ الْحَصَى لَمْ يَبْرُدْ لِأَنَّهُ لَا يَبْرُدُ حَتَّى تَصْفَرَّ الشَّمْسُ فَلِذَلِكَ رَخَّصَ فِي الْإِبْرَادِ وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي التَّأْخِيرِ إلَى خُرُوجِ الْوَقْتِ

حَدِيثٌ "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ" تَقَدَّمَ

٢٦١ - حَدِيثُ عَائِشَةَ: كَانَ النِّسَاءُ يَنْصَرِفْنَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ مُتَلَفِّعَاتٌ بِمُرُوطِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ مِنْ الْغَلَسِ٢ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ


= "٦٧٥"، والبيهقي "١/٤٣٨": كتاب الصلاة: باب ما روي في التعجيل بها في شدة الحر، والخطيب "٩/٢٣٤"، والطبراني في الكبير "٤/٩١"، ولفظه: "شكونا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا". وفي رواية للبيهقي: "شكونا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرمضاء فما أشكانا وقال: "إذا زالت الشمس فصلوا".
وزيادة: "إذا زالت الشمس فصلوا"، ليست عند مسلم وصاحبي السنن، لذلك ذكره الهيثمي في" المجمع" "١/٣١١" وقال: هو في الصحيح خلا إذا زالت الشمس فصلوا رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله موثقون.
وفي الباب: عن ابن مسعود قال: "شكونا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حر الرمضاء فلم يشكنا".
أخرجه ابن ماجة "١/٢٢٢" كتاب الصلاة: باب وقت صلاة الظهر حديث "٦٧٦" والبزار "١/١٨٨- كشف" رقم "٣٧" من طريق معاوية بن هشام ثنا سفيان عن زيد بن جبيرة عن خشف بن مالك عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: "شكونا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حر الرمضاء فلم يشكنا".
قال البزار: "لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا معاوية عن سفيان ".
وقال البوصيري في "الزوائد" "١/٢٤٢": هذا إسناد فيه مقال، مالك الطائي لا يعرف حاله ومعاوية بن
هشام فيه لين ا. هـ.
١ ينظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي "١/١٨٨".
٢ أخرجه مالك "١/٥" كتاب وقوت الصلاة: باب وقوت الصلاة، الحديث "٤"، والبخاري "٢/٥٤": كتاب مواقيت الصلاة: باب وقت الفجر، الحديث "٥٧٨"، ومسلم "١/٤٤٥- ٤٤٦": كتاب المساجد باب استحباب التبكير بالصبح، الحديث "٢٣٠/٦٤٥"، وأبو داود "١/١٦٨": كتاب الصلاة: باب في وقت الصبح "٤٢٣"، والنسائي "١/٢٧١": كتاب الصلاة: باب التغليس في الحضر، حديث "٥٤٥، ٥٤٦"، والترمذي "١/٢٨٨" أبواب الصلاة: باب ما جاء في التغليس بالفجر، حديث "١٥٣"، وابن ماجة "١/٢٢٠" كتاب الصلاة: باب وقت صلاة الفجر، حديث "٦٦٩"، والشافعي في "مسنده" "٣٠"، والحميدي "١/٩٢" رقم "١٧٤"، وأحمد "٦/٢٥٨"، والبيهقي "٢/١٩٢" وأبو عوانة "١/٣٧٠"، وابن عبد البر "٤/٣٣٩". وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>