للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ طَعَامًا مُتَّكِئًا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ١ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ بِلَفْظِ قَطُّ بَدَلَ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ فَإِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ بَقِيَّةَ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ وَقَدْ صَرَّحَ وَوَافَقَهُ مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَيْضًا٢.

فَائِدَةٌ لَمْ يَثْبُتْ دَلِيلُ الْخُصُوصِيَّةِ فِي ذَلِكَ وَإِنَّمَا هُوَ أَدَبٌ مِنْ الْآدَابِ وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِأَنَّهُ كَانَ غَيْرَ مُحَرَّمٍ عَلَيْهِ ابْنُ شَاهِينِ فِي نَاسِخِهِ٣.

تَنْبِيهٌ: قَالَ الْخَطَّابِيُّ الْمُتَّكِئُ هُوَ الْجَالِسُ مُعْتَمِدًا عَلَى وِطَاءٍ٤، وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ الْمُرَادُ بِالِاتِّكَاءِ عَلَى أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ.

١٤٥٠ - قَوْلُهُ وَمِمَّا عُدَّ مِنْ الْمُحَرَّمَاتِ الْخَطُّ وَالشِّعْرُ وإنما يتجه القول بتحريمها مِمَّنْ يَقُولُ إنَّهُ كَانَ يُحْسِنُهُمَا ثُمَّ اسْتَدَلَّ لِذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ وَبِقَوْلِهِ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِالْآيَةِ الْأُولَى عَلَى ذَلِكَ نَظَرٌ وَاسْتَدَلَّ غَيْرُهُ بِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ الْمُخَرَّجِ فِي الصَّحِيحِ بِلَفْظِ إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ٥ الْحَدِيثَ.

وَقَالَ الْبَغَوِيّ فِي التَّهْذِيبِ قِيلَ كَانَ يُحْسِنُ الْخَطَّ وَلَا يَكْتُبُ وَيُحْسِنُ الشِّعْرَ وَلَا يَقُولُهُ وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ كَانَ لَا يُحْسِنُهُمَا وَلَكِنْ كَانَ يُمَيِّزُ بَيْنَ جَيِّدِ الشِّعْرِ ورديه انْتَهَى وَادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ صَارَ يَعْلَمُ الْكِتَابَةَ بَعْدَ أَنْ كَانَ لَا يَعْلَمُهَا وَأَنَّ عَدَمَ مَعْرِفَتِهِ كَانَ بِسَبَبِ الْمُعْجِزَةِ٦، لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِك إِذا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ وَاشْتَهَرَ الْإِسْلَامُ وَكَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَظَهَرَتْ الْمُعْجِزَةُ وَأُمِنَ الِارْتِيَابُ


= تواضعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
١ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٥/١٠٧، رقم ٥٩٧١، وفي الدلائل النبوة ١/٣٣٤، باب ذكر أخبار رويت في زهده في الدنيا، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى ٤/١٧١، كتاب آداب الأكل: باب الأكل متكئا، حديث ٦٧٤٣، موصولا.
٢ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ١٠/٤١٧، رقم ١٩٥٥١.
٣ ينظر: الناسخ والمنسوخ لابن شاهين ص ٢٧٩، تحت رقم ٦١٣ – بتحقيقنا.
٤ ينظر: معالم السنن للخطابي ٤/٢٤٣.
٥ أخرجه البخاري ٤/٦٢٣ – الفتح، كتاب الصوم: باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تكتب ولا تحسب"، حديث ١٩١٣، ومسلم ٤/٢٠٤- نووي، كتاب الصيام: باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، حديث ١٥- ١٠٨٠، وأبو داود ٢/٢٩٦، كتاب الصوم: باب الشهر يكون تسعا وعشرين، حديث ٢٣١٩، والنسائي ٤/١٣٩، كتاب الصيام: باب كم الشهر؟ حديث ٢١٤٠، وأخرجه أحمد ٢/٤٣، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/٢٥٠، كتاب الصيام: باب الشهر يخرج تسعا وعشرين فيكمل صيامهم من حديث ابن عمر.
٦ ينظر: رسالة تحقيق المذهب لأبي الوليد الباجي ص ١٩٨-٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>