يا خاضب الشَّيبة نح فقدها ... فإنَّما تدرجها في كفن
أما تراها منذ عاينتها ... تزيد في الرَّأس بنقص البدن
وقال أيضًا:
اغتنم غفلة المنيَّة واعلم ... أنَّما الشَّيب للمنَّية جسر
كم كبير يوم القيامة يقصى ... وصغيرٍ له هنالك قدر
هذا ما أورده له المبرد في "كامله".
وقوله فمن بين باك له موجع، بفتح الجيم، أي: متوجع، يعني: أن الناس بعضهم يبكي على فقد ماله ويتوجع له، وبعضهم يعزبه ويغذ إليه، من أغذ إليه، بالغين والذال المعجمتين، أي: أسرع إليه بالتعزية، وشرخ الشباب: أوله المستلزم لطراوته ونعومته، والنصول: ذهاب الخضاب.
وأنشد السيد المرتضى لمحمد بن حازم:
عهد الشباب لقد أبقيت لي حزنًا ... ما جدَّ ذكرك إلا جدَّ لي ثكل
سقيًا ورعيًا لأيَّام الشباب وإن ... لم يبق منك له رسم ولا طلل
لا تكذبنَّ فما الدنيا بأجمعها ... من الشباب بيومٍ واحدٍ بدل