الأصمعي: يريد أبدًا، ومثله: لا أكلمك آخر الليالي، أي: لا أكلمك ما بقي علي من الزمن ليلة، والثج والثجيج: السيل الشديد، فيجوز أن يكون معني ثجيج بمعني ثاج، ويجوز أن يكون أراد ذو ثجيج، فحذف المضاف، ويجوز أن يكون أوقع المصدر موقع اسم الفاعل مبالغة في المعني، قاله ابن السيد.
وقوله: شرين بماء البحر، النون ضمير الحناتم، قال ابن السيد: هذيل كلها تصف أن السحاب تسقي من البحر، ثم تصعد في الجو. وهذا ما عليه الحكماء من أن السحاب ينعقد من البخار، أعني الأجزاء الهوائية المائية المتحللة بالحرارة من الأشياء الرطبة، وذلك أن البخار المذكور إذا تصاعد ولم يتلطف بتحليل الحرارة أجزاؤه المائية حتى يصير هواه؛ فإنه إذا بلغ الطبقة الزمهريرية، تكاثف فاجتمع سحاباً وقاطر مطراً إن لم يكن البرد شديداً.
واللجج: جمع لجة، وهو معظم الماء، ونتيج، فعيل مهموز العين: المر السريع بصوت، من نأجت الريح تنأج نتيجًا، تحركت فهي نؤوج، وللريح نئيج، أي: مر سريع، وجملة "لهن نئيج" في موضع الحال من فاعل ترفعت العائد على حناتم، وأثبت العيني أول القصيدة، وتبعة السيوطي هذا البيت:
صبا قلبُهُ بل لجَّ وهو لجوج ... وزالت له بالأنعمين حدوج
مع ستة أبيات أخر إلى البيت الشاهد، وليست تلك الأبيات من القصيدة، ولا أعلم من أين أتي بها، فإن النسخة التي هي نسخة ابن فارس صاحب