للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: إن إلى بمعنى عند على طريق التجوز. وقد قال صاحب "المفتاح": المراد بمتعلقات معاني الحروف ما يعبر به عنها عند تفسير معانيها، مثل قولنا: "من": معناها ابتداء الغاية، و"في". معناها الظرفية، و"كي": معناها العرض، وهذه ليست معاني الحروف، وإلا لما كانت حروفًا بل أسماء، لأن الاسمية والحرفية إنما هي باعتبار المعنى؛ وإنما هي متعلقات معانيها، أي: إذا أفادت هذه الحروف معاني، رجعت تلك المعاني إلى هذه المتعلقات بنوع استلزام. انتهى.

والعجب من الشمسّني في اعتراضه على الشق الأول بأن إلى التي للتبيين متعلقة بفعل تعجب، أو اسم تفضيل من نفس الحب والبغض، أو من لفظ موضوع لمعنى أحدهما، و"إلى" في البيت ليست كذلك. بل متعلقة باسم تفضيل من الشهوة. هذا كلامه. وأنت خبير بأن أشهى يفيد معنى الحب، وإنكاره مكابرة! فكيف يسوغ قوله: وإليّ في البيت ليست كذلك؟ . إلخ.

والبيت من قصيدة لأبي كبير الهذلي، وقبله وهو مطلعها:

أزهير هل عن شيبة من معدل ... أم لا سبيل إلى الشَّباب الأوَّل

وبعده:

ذهب الشباب وفات منِّي ما مضى ... ونضا زهير كريهتي وتبطُّلي

وصحوت عن ذكر الغواني وانتهى ... عمري وأنكرني الغداة تقتُّلي

أزهير إن يشب القذال فإنَّه ... رب هيضل مرس لففت بهيضل

ويأتي في الباب الرابع بعض أبيات من هذه القصيدة إن شاء الله تعالى.

وقوله: أزهير .. إلخ. الهمزة: حرف نداء، وزهير: مرخم زهيرة، وهي بنته، قاله السكري وأبو سعيد، ومنهم من قال: هي امرأة، ومنهم من يقول

<<  <  ج: ص:  >  >>