للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء اتهم به عنده، فهرب منه إلى ملوك الشام، بني جفنة الغسانيين، كما تقدم بيانه في الإنشاد الثالث والعشرين، وأولها:

أتاني أبيت اللَّعن أنَّك لمتني ... وتلك الَّتي اهتمُّ منها وأنصب

إلى أن قال:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مطلب

لئن كنت قد بلِّغت عنّي جناية ... لمبلغك الواشي أغشُّ وأكذب

ولكنَّني كنت امرءًا لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب

ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم ... أحكَّم في أموالهم وأقرَّب

كفعلك في قوم أراك اصطفيتهم ... فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا

فلا تتركنّي بالوعيد كأنَّنّي ... إلى النّاس مطليٌّ به القار أجرب

ألم تر أنَّ الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب

فإنَّك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهنَّ كوكب

فلست بمستبقٍ أخًا لا تلمُّه ... على شعث أيُّ الرِّجال المهذَّب

فإن أك مظلومًا فعبد ظلمته ... وإن تك غضبانًا فمثلك يعتب

وقوله: "أبيت اللعن": جملة دعائية اعترض بها بين الفعل وفاعله، قال ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>