وبعد هذه الابيات قال جامع ديوان الاعشي: لما قال الأعشي هذه القصيدة، نذر علقمه دمه وجعل على كل طريق رصدا، فاتفق أن الأعشى خرج يريد وجها ومعه دليل، فأخطأ به الطريق، فألقاه في ديار بني عامر، فأخذه رهط علقمة، فأتوه به، فقال له علقمة: الحمد لله الذي أمكن منك، فقال الأعشي:
أعلقم قد صبرتني الأمور ... إليك وما أنت لي مقنص
فهب لي نفسي فدتك النفوس ... ولا زلت تنمي ولا تنقص
فقال قوم علقمة: أقتله وارحنا منه والعرب من شر لسانه، فقال علقمة: إذا تطلبوا بدمه، ولا ينغسل على ما قاله، ولا يعرف فضلى عنده القدرة، فأمر به فحل وثاقه، وألقى عليه حلة، وحمله على ناقة، واحسن عطاءه، ثم قال له: اذهب حيث شئت، واخرج معه من بني كلاب من يبلغه مأمنه، فقال الأعشى بعد ذلك: