ما أدري أي النسبين هو الصحيح, لأن بيت زهير على معنى أي, كبيت شعيث, وأي لا تكون خلفًا عن همزة التسوية, وأم عنده وعند ابن مالك في أحد قوله, فصحة حاول أي موضعها دل على أن الهمزة ليست للتسوية, وقد قدمنا ما يرده, وهو أن سيبويه وأصحابه وابن مالك في «التسهيل» وشرحه يجوز عندهم أن تخلف أي همزة التسوية وأم, وليس المثلية في بيت زهير لبيت شعيث أن يجعل ما بعد أم جملة اسمية بتقدير مبتدأ, والتقدير: أم نساء هم, وأم هم نساء, لأن المصنف عنده أن الهمزة في بيت زهير لغير تسوية, و «أم» الواقعة بعد همزة غير التسوية تقع بين مفردين كما قرره المصنف, فكيف يقدر ما هو مستغنى عنه! ؟ ولم يفهم الدماميني غير هذا, وتبعه من جاء بعده من الشراح, قال: يريد أن بيت زهير مثل بيت شعيث بن سهم من حيث وقوع أم فيه بين جملتين وهو معترض بحسب الظاهر, إنما وقعت بين جملة اسمية ومفرد, فإن قلت: التقدير أم هم نساء, قلت: هو ممكن لكن يبقى النظر في تفريقه بين الآية الشريعة, وهو قوله تعالى:{أأنتم أشد خلقًا أم السماء}[النازعات/٢٧] وبين بيت زهير, فتقدير جزء تتم به الجملة في البيت دون الآية تحكم, انتهى كلامه.
وقول المصنف إن ابن الشجري توهم أن معنى الاستفهام فيه غير مقصود, أقول: قائل البيت, وهو زهير, يعلم قطعًا أن آل حسن من أي الفريقين, وإنما أورده بصورة الاستفهام لغرض التجاهل والتهكم, فكيف يكون استفهامًا يطلب بالهمزة وأم التعيين! وما ذكره من قوله: علمت أزيد في الدار أم عمرو, حققه السيرافي فقال: وقد اتسعت العرب في ذلك فاستعملوه في غير الاستفهام