للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جني في سورة الأحزاب من "المحتسب" في قول الفرزدق:

وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

أي: ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا، ولذلك عندنا فصل الضمير فقال: أنا، وأنت لا تقول: يقوم أنا، ولا يقعد نحن، ولولا ما ذكرنا من إرادة النفي لقبح الفصل، وأنشدنا أبو علي:

فاذهب فأي فتى في الناس أحرزه ... من يومه ظلل دعج ولا جبل

أي: ما أحد أحرزه من الموت. انتهى. والبيت من قصيدة للمتنخل الهذلي رثى بها ابنه أثيلة، بضم الهمزة وفتح المثلثة، وهذا مطلعها:

ما بال عينك أمست دمعها خضل ... كما وهى سرب الأخراب منبزل

لا تفتأ الليل من دمع بأربعة ... كأن إنسانها بالصاب مكتحل

هذا خطاب مع نفسه، وخضل: ندي، ووهى السقاء: إذا تخرق وانشق، والأخراب جمع خربة، بضم الخاء المعجمة، وهي عروة المزادة، وكل ثقب مستدير، وسرب، بفتح فكسر: السائل، يقال: سربت المزادة من باب فرح: إذا سالت، ومنبزل: منشق، ولا تفتأ: لا تزال، يقال: جاءنا وعيناه بأربعة، أي: بأربعة مدامع، أو مسايل، أي: تسيل من نواحيها من المؤقين واللحاظين، والصاب: شجر له لبن مر إذا أصاب لبنه العين، حرقها وأدمعها، إلى أن قال يخاطب ولده:

فاذهب فأي فتى في الناس أحرزه

أي جعله في حرز منيع يمنع من الوصول إليه، ومن حتفه: متعلق به، والحتف:

<<  <  ج: ص:  >  >>