انتهى. وهذا رجز أورده السكري في "أشعار هذيل" لرجل منهم بلفظ "قائلون"، قال: وقال رجل من هذيل:
أريت إن جاءت به أمولدا ... مرجلاً ويلبس البرودا
أي: إن جاءت به ملكاً أملوداً أملس
ولا ترى مالاً له معدودا
أي: لا يعد ماله من جوده.
أقائلون أعجلي الشهودا ... فظلت في شر من اللذكيدا
كاللذتزبى صائداً فصيدا
ويروى:"فاصطيدا"، "تزبى زبية": حفر زبية، واللذ: يريد الذي. يقول: أرأيت إن ولدت هذه المرأة رجلاً هذه صفته أيقال لها: أقيمي البينة أنك لم تأتي به من غيره؟ انتهى. وكذا أورده ابن دريد في "أماليه" بدون:
ولا ترى مالاً له معدودا
قال: أخبرنا أبو عثمان التوي عن أبي عبيدة، قال: أتى رجل من العرب له أمة، فلما حبلت، جحدها، فأنشأت تقول:
أريت إن جاءت به أملودا .. إلى آخره.
وعلى هذا لم تلحق نون التوكيد اسم الفاعل، وعلى رواية إلحاقها، فقوله: أقائلن جميع، وأصله: أقائلون، فلما أكد وصار: أقائلونن حذفت نون الجمع لتوالي الأمثال، وحذفت الواو أيضاً لاجتماعها ساكنة مع نون التوكيد، وبقيت الضمة دليلاً عليها، ولا يجوز أن يكون أصله: أقائل أنا، لأنه خطاب.