للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برجل فِطر، أي: مفطر، وفي البيت الآخر بالاسم الموضُوع موضع المصدر، وهو عددًا، والمعنى: يا شاةَ إنسانٍ قانصٍ، والأثرون قومًا معدودين. انتهى.

والبيت من معلقة عنترة العبسي، والمشهور في رواية شراح المعلقات:

"يا شاةَ ما قنصٍ" و"ما" زائدة، ولا خلاف في جواز زيادتها، والشاةُ هنا كناية عن المرأة، والعرب تكني عنها بالنعجة أيضًا، وقد أورده صاحب "الكشاف" برواية "ما" عند قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) [ص/ ٢٣] على أنَّ النعجة استعيرت للمرأة كما استعار عنترة الشاة، فقنص، على هذه الرواية، مصدر بمعنى المفعول، وهو مجرور بإضافة شاةٍ إليه، وفي زيادة ما، وتنكير "قنص" ما يدل على أنها صيد عظيم يغتبط بها من يحوزها أيَّ اغتباط، فيكون في قوله: "حرمت عليَّ" الدلالة على التحزن التام على فوات تلك الغنيمكة، قال التبريزي في شرحها: قوله: لمن حلت، أي: لمن قدر عليها، وقوله: حرمت علي، معناه: هي من قوم أعداء، ويدلّ على هذا قوله في القصيدة:

علقتها عرضا واقتل قومها

والمعنى: أنها لما كانت في أعدهائي لم أصل إليها، وامتنعت مني، وأصل الخرام: الممنوع، والمعنى: أنها حرُمت عليَّ باشتباك الحرب بيني وبين قبيلتها. وقوله: "وليتها لم تحرم" هو ثمن في بقاء الصلح.

وقال الزوزني: هي امرأة أبيه، يقول: حرم علي تزوجها لتزوّج أبي أباها، وليتها لم يتزوجها حتى كانت تحل لي، هذا كلامه، وليس بشيء، لأن التزوج بامرأة الأب في الجاهلية كان غير ممنوع عندهم بشهادة كلام الله تعالى.

وشاة، بالنصب: منادى مضاف عند أبي جعفر النحوي، ومفعول لفعل محذوف مع المنادى عند الزوزني، قال: التقدير: يا هؤلاء اشهدوا شاة قنص لمن حلت له، فتعجبوا من حسنها وجمالها، فإنها قد حازت الجمال.

وتقدمت ترجمة عنترة في الإنشاد السابع والسبعين بعد المائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>