السيوطي: البيت من مقطوعة لجرير قالها في يوم العُظالى، وقبله بيتان، ووقع في "شواهد العيني الكبرى" نسبة: ولو أنها عصفورة .. البيت، إلى العوّام بن شوذب الشيباني، ولا أدري من أين له ذلك، فإنه مع البيتين من قبله في ديوان جرير، انتهى كلامه، وأقول: بل القصيدة في ديوان جرير، لكن ليست لجرير، وإنما هي للعوّام المذكور، أوردها شارح ديوانه محمد بن حبيب بعد ذكر يوم العُظالى، قال العسكري: العين من عُظالى مضمومة غير معجمة، والظاء منقوطة، سُمي بذلك لتعاظلهم على الرياسة، والتعاظل: الاشتباك والاجتماع، يوم بين بني تميم وربيعة، وفرّ بسطام بن قيس الشيباني في هذا اليوم، فقال فيه العوام بن شوذب، وأنشد الأبيات الثلاثة التي أنشدها السيوطي، وهي مطلع القصيدة.
قال ابن حبيب في "شرح ديوان حرير": كان من قصّة العُظالى أنَّ بسطام بن قيس بن مسعود وهانئ بن قبيصة بن هانئ أحد بني أبي ربيعة بن ذهل وبسطام بيت ربيعة، وهانئ بيتها الثاني، ومفروق بن عمرو بن قيس الأصم خرجوا متساندين على ثلاثة ألوية، فساروا في خيل عظيمة من بني شيبان حتى نزلوا هضبة الحصيّ من أرض بني يربوع فأشرفوا من مرقب الخصيِّ، فإذا هم بالناس بالحديقات، فبعثوا طليعتهم فأخذوا المطوّح بن أطيط [بن قرط بن عاصم] وهو غلام في إبل له، فأتوا به بسطامًا فعرفه، فقال له: إيه يا مطوّح أين قومك من السواد الذي أرى؟ قال: أما السواد الذي رأيت، فهم بنو زبيد بن سليط بن يربوع، وأما قومي بنو ثعلبة، فإنهم نزلوا اليوم روضة الثمد من بطن مليحة، فقال: أخبرني من شهد من فرسان قومك الحيّ، فقال: أما عُبيد فها هنا منهم بنو أزنم وبنو عاصم، قال: نعم، قال: أثمَّ من آل عتيبة أحد؟ قال: نعم عمارة بن عتيبة، قال: أفمن آل أبي مُليل؟ قال: نعم بنو الغطفانية، قال: أفي هذا السواد الذي أرى أسيد بن حِنّاءة السليطيّ؟ قال: نعم، قال: يا بني شيبان تقبّضوا على هذا الحيّ الحريد، فأصبحوا غدوة في بطن الإياد غانمين سالمين، فقال له هانئ: لقد امتلأ سَحَرُك يا أبا الصهباء