للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقل هرّ لقبها، واسمها: فاطمة بنت عبيد بن ثعلبة بن عامر بن عوف بن عذرة. وبعده:

تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وأشْياعُهَا ... وَكِنْدَةُ حَوْلي جَمِيعًا صُبُر

بضمتين جمع صابر، وتميم مبتدأ، وصبر خبره، والجملة حال من فاعل أفر. لا بدل أو عطف بيان للقوم كما قيل. فإنّه قال بعده:

إذّا رّكِبُوا الخَيْلَ واسْتَلأمُوا ... تحرَّقَتِ الأرضُ واليوْمَ قُرّ

استلأمُوا، لبسوا اللأمة، بالهمز. وهي الدّرع، وتحرَّقت: اشتعلت من شدّة الحرب، وقُر: بالضمّ: بارد.

وقيل: مطلع القصيدة بيت قبل المذكور، وهو:

أحَارِ بنَ عَمْرٍو كأنّي خَمِرْ ... وَبَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يَأتَمِرْ

وحار: مرخم حارث. وخمر: بفتح الخاء المهجمة وكسر الميم، وهو الّذي يخالطه سكر أو داء، ويعدو: يرجع، ما يأتمر: ما يريد أن يوقعه بغيره، وقيل: ما: مصدرية، أي: ويعدو على الرّجل ائتماره أمرًا ليس برشد، لأنه إذا ائتمر أمرًا ليس برشد فكأنه يعدو عليه فيهلكه، والواو: استئنافية، أو للتَّعليل على رأي من أثبته، ومعناه: كأني خامرني داء؛ لأجل عدوان الائتمار بأمر ليس برشد.

وقال الأعلم: معناه: يصيبه وبنزل عليه مكروه ما يأتمر به ويحمل نفسه على فعله. وهذا نحو قول العامّة: "من حفر حفرة وقع فيها".

وترجمة امرئ القيس تقدَّمت في الإنشاد الرّابع من أوّل الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>