وطرت بمنصلي في يعملات ... دوامي الأيد يحبطن السَّريحا
قال ابن خلف: الشاهد أنه حذف الياء من الأيدي، وهي جمع يد، واكتفىبالكسرة، كأنه أدخل الألف واللام على محذوفه. انتهى. وقال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": ومن الناس من أنكر على سيبويه وغيره من النحويين جعلهم حذف الياء من الأيدي وأمثاله من ضرورة الشعر، واستدلَّ على ذلك بأنه قد جاء في القرآن حذف الياء في غير رؤوس الآي، وقرأ به عدَّة من القراء، كقوله سبحانه وتعالى:{ومن يهد الله فهو المهتد}] الإسراء/٩٧ [في آي غيرها، وهذا لا يلزم النحويين؛ لأنهم أرادوا من لغته إثبات الياء في الأيدي، وأمثاله قد يحذفها في الضرورة. انتهي. وروي:
خفاف الوطء يحبطن السَّريحا
فلا حذف فيه، وهو من أبيات لمضرّس بن ربعي الأسدي، وهي:
وضيف جاءنا واللَّيل داجٍ ... وريح القرِّ تحفز منه روحا
فطرت بمنصلي في يعملات ... خفاف الوطء يحبطن السَّريحا
فعضَّ بساق دوسرة عليها ... عتيق النَّيِّ لم تحضر لقوحا
وقلت لحاطبي لا تحبسنِّي ... بنزع أصوله واجدزَّ شيحا
فلمّا أن تعجَّلنا شواء ... قليل النضج لكن قد أليحا
خلطت لهم مدامة أذرعات ... بماء سحابة خضلًا تضوحا
وفتيان شويت لهم شواءً ... سريع الشَّي كنت به نجيحا