للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن دريد قال: حدثني عمي عن العباس بن هشام عن أبيه عن جده قال: تزوج قيس ابن عاصم المنقري منفوسة بنت زيد الفوارس الضبي، وأتته في الليلة الثانية من بنائه بها بطعام، فقال: فأين أكيلي؟ ! فلم تعلم ما يريد، فأنشأ يقول:

أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ... ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلاً فإني لست آكله وحدي

أخًا طارقًا أو جار بيت فإنني ... أخاف مذ مات الأحاديث من بعدي

وكيف يسيغ المرء زادًا وجاره ... خفيف المعا بادي الخصاصة والجهد

وللموت خير من زيارة باخلٍ ... يلاحظ أطراف الأكيل على عمد

وإني لعبد الضيف ما دام ثاوبًا ... وما في إلاَّ تلك من شيم العبد

فقالت تجيبه:

أبى المرء قيس أن يذوق طعامه ... بغير أكيل إنَّ ذا لكريم

فبوركت حيًا يا أخا الجود والندى ... وبوركت ميتًا قد حوتك رجوم

والرجوم بالجيم: جمع رجم- بفتحتين- وهو القبر كأسود جمع أسد، قال ابن جني في (إعراب الحماسة): أراد ابنة واحدة، ولكنه أعادها لاتصال المضاف [بالمضاف] إليه، ويدلّك على أنها ابنة واحدة لا أكثر قوله: إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له .. زلم يقل: صنعتن. انتهى. قال التبريزي في (شرح الحماسة): عنى بذي البردين عامر بن أحمير بن بهدلة، وإنما لقب به لأنَّ الوفود اجتمعت عند المنذر بن ماء السماء، فأخرج بردين وقال: لقيم أعز العرب قبيلة فليأخذها، فقام عامر فأخذهما، فقال له المنذر: أنت أعز العرب قبيلة، قال: العز والعدد في معدّ، ثمَّ في نزار، ثمَّ في مضر، ثمَّ في خندف، ثمَّ في ثميم، ثمَّ في سعد، ثمَّ في كعب، ثمَّ في عوف، ثمَّ في بهدلة، فمن أنكر هذا فليفاخرني؛ فسكت الناس، ثمَّ قال: أنا أبو عشر، وأخو عشرة، وعم عشرة، ثمَّ وضع قدمه على الأرض فقال: من أزالها عن مكانها

<<  <  ج: ص:  >  >>