وربما أنت، إذا قصدوا باللسان قصد الرسالة أو القصيدة من الشعر، قال الشاعر:
لسان السوء تهديها إلينا ... وحنت وما حسبتك أن تحينا
من الحين، وهو الهلاك. وقال الآخر:
أتتني لسان بني عامر ... فجلَّى أحاديثها عن بصر
ذهب إلى الرسالة، وقال الحطيئة:
ندمت على لسانٍ فات منّي ... فليت بأنَّه في جوف عكم
ويروى:"فليت بيانه" فمن أنث صغَّرها: لسينة، ومن ذكّر صغره: لسينًا. وأمّا اللسان بعينه فلم أسمعه من العرب إلَّا مذكّرًا، قال أبي: وسمعت أبا عمرو يقول: اللسان نفسه يذكر ويؤنث، فمن أنّث جمعه ألسنًا، ومن ذكَّر جمعه ألسنة. قال: وسمعته يحكي: لكل قومٍ لسنٌ، أي: لغة، ويقال: لسنت الرَّجل: إذا أخذته بلسانك، قال طرفة:
وإذا تلسنني ألسنها
وقد ألسنته: إذا بلغت عنه، وينسب إلى حسن اللسان رجل لسن بين اللَّسن. انتهى كلامه.