أحسنها، فاتخذه ربًّا، وجعل ثلاث أثافيٌ [لـ] قدره، وإذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلاً آخر فعل مثل ذلك، فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها، ويتقربون إليها، وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها، يحجونها ويعتمرون إليها، وكان الَّذين يفعلون [من] ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها، ولصبابتهم بها. وكانوا يسمون ذبائح الغنم التي يذبحون عند أصنامهم
[وأنصابهم تلك]:
العتائر، والعتيرة في كلام العرب: الذبيحه، والمذبح الذي يذبحون فيه لها: العتر، وفي ذلك يقول
زهير ابن أبي سلمى:
فزال عنها وأوفى رأس مرقبةٍ ... كناصب العتر دِّمى رأسه النُّسك
انتهى كلامه. وقوله: تركن: بالبناء للمجهول، وقوله: أجوب الأرض: هذا جواب القسم، وحذفت منه "لا" النافية، أي: لا أجوب الأرض، كقوله تعالي:(تالله تفتا تذكر يوسف)[يوسف/٨٥] أي: لا تفتأز وأجوب الأرض: أقطعها بالمسافة، ولا يلفي، أي: ولا يوجد، وقد أنشد صاحب "العباب" هذين البيتين في مادة "عوض" أيضاً، ورشيد، بالتصغير، وكذا رميض،